الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قديماً وقبل التطور الصناعي الهائل وتطور الأعمال بالشكل الذي نراه الآن، كان صاحب العمل هو من يدير موظفيه بشكل مباشر. لكن مع توسع الأعمال ونمو الشركات والمؤسسات وزيادة حجم العاملين ومع إرتفاع مستوى التعليم والثقافة بين الطبقة العاملة تطلب ظهور متخصصين في إدارة الموارد البشرية في المؤسسات، وذلك للقدرة على التعامل مع المشاكل الناجمة عن العلاقة بين العاملين وإدارة المؤسسة. ومع زيادة التدخل الحكومي في العلاقة بين أصحاب الأعمال والعاملين من خلال إصدار قوانين تحكم تلك العلاقة ازدادت أهمية وجود إدارة متخصصة بالموارد البشرية في كل مؤسسة لضمان التزام المؤسسة بتلك القوانين، كما أضحت أكثر أهمية مع تنوع بيئات العمل مما جعل المؤسسات تفكر في كيفية خلق بيئة عمل جاذبة للموظفين واستبقائهم بداخل المؤسسات.
حالياً تختلف حجم ووظائف وأهمية إدارات الموارد البشرية باختلاف المؤسسات والشركات وأحجامها وتنوع أعمالها وحجم إنتاجها، فكلما كانت المؤسسة أكبر احتاجت إلى فريق أكبر لإدارة الموارد البشرية وذلك لتنوع وتعدد الوظائف المهمة الموكلة إليها في المفهوم الحديث لإدارة الموارد البشرية. في المؤسسات الصغيرة التي يصل إجمالي العاملين بها إلى أقل من خمسين فرداً بإمكان فرد أو فردين القيام بتلك الوظائف، لكن مع زيادة عدد الموظفين وفروع المؤسسة وتنوع نشاطاتها وأقسامها، يُتطلب زيادة فريق إدارة الموارد البشرية للقدرة على القيام بالوظائف الاستراتيجية لإدارة الموارد البشرية بشكل صحيح مما يجعلها قادرة على التأثير في تحقيق أهداف المؤسسة.
تختلف الوظائف الأساسية لإدارة الموارد البشرية من مؤسسة إلى أخرى كما يختلف الهيكل التنظيمي للإدارة، لكن هناك وظائف رئيسية لا غنى عن القيام بها داخل كل مؤسسة منها: 1) تحليل العمل من خلال التعرف على الأنشطة والمهام المكونة لكل وظيفة وتصميم الوظائف وتحديد مواصفات شاغليها، 2) تخطيط القوى العاملة من خلال تحديد احتياجات المؤسسة من أنواع وأعداد العاملين، 3) الاختيار والتعيين من خلال البحث عن العاملين في سوق العمل وتصفيتهم من خلال طلبات التوظيف واختيار الأشخاص المناسبين لكل وظيفة، 4) تصميم هيكل الأجور من خلال تحديد القيمة والأهمية لكل وظيفة وتحديد درجات الأجر للوظائف. وهناك بعض الوظائف الأخرى والتي تهتم بها المؤسسات الكبيرة والتي تؤثر بالطبع على تحقيق أهداف المؤسسة وخلق بيئة عمل جاذبة منها تقييم الأداء من خلال أساليب معينة لتقييم موظفي المؤسسة بهدف التعرف على الكفاءة العامة للعاملين وأوجه التطور في الأداء، تصميم أنظمة للحوافز عن طريق منح حوافز للأداء المتميز وأيضاً تحفيز العاملين بشكل جماعي أو فردي، تصميم أنظمة مزايا للعاملين وتهتم بها بعض المؤسسات عن طريق منح موظفيها مزايا مثل المعاشات والتأمينات الصحية كما تقدم بعض المؤسسات مزايا اجتماعية ورياضية و إسكانية. أيضاً تهتم بعض المؤسسات بالتدريب والذي يؤدي إلى رفع كفاءة الموظفين ومهاراتهم وتوجيههم نحو أنشطة معينة تحتاجها المؤسسة، كما تهتم بعضها بتخطيط المسار الوظيفي، التواصل الداخلي، الأمن والسلامة في مكان العمل، إدارة المواهب والكفاءات، و تخطيط التعاقب الوظيفي.
إن القيام بتلك الوظائف من خلال إدارة الموارد البشرية بشكل أمثل يؤثر على أداء المؤسسة وإنتاجيتها وينعكس ذلك في جوانب عدة منها زيادة الإنتاجية والأداء من خلال اختيار الموظفين المناسبين أصحاب المهارات والكفاءات المطلوبة لكل وظيفة بشكل صحيح، تخفيض التكلفة غير الضرورية للعمل الإضافي من خلال زيادة الإنتاجية أثناء يوم العمل، واستبعاد الأوقات الضائعة للموظفين من خلال التنظيم الجيد للعمل، الحد من تكلفة دوران عمل الموظفين من خلال ممارسة علاقات عملية جيدة وخلق جو يساعد على زيادة الولاء والرضا الوظيفي، تحسين مستوى وكفاءة العاملين بالمؤسسة من خلال تنميتهم وتدريبهم بشكل صحيح من خلال برامج تدريبية تتماشى مع احتياجات وأهداف المؤسسة مما يجعل المؤسسة قادرة على مواكبة التطور السريع في مجال عملها، القدرة على العثور على مواضع الخلل في أداء الموظفين من خلال تقييم أدائهم بشكل دوري. كما ينعكس أثر إدارة الموارد البشرية من خلال زيادة الولاء والرضا الوظيفي للموظفين من خلال الإهتمام ببرامج التحفيز والرضا الوظيفي والصحة والسلامة المهنية في بيئة العمل. كل هذه الجوانب وغيرها تؤدي بشكل مباشر إلى زيادة الإنتاجية والأداء والقدرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال