مزيد من التساؤلات عن «جونز هوبكنز – أرامكو» الطبي

اليوم، رؤية السعودية 2030 هي البوصلة التي يقوم عليها التصحيح الاقتصادي الشامل. احد اهم اهداف الرؤية هو تعظيم المحتوى المحلي وتخفيض نسبة البطالة الى %7؜ بحلول عام 2030. هذا هو الهدف الذي رسمه لنا قائد الرؤية ولي العهد الامير محمد بن سلمان وبدعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – فقد اعطونا الأدوات اللازمة والاستراتيجيات لتخطّي التحديات.

وعليه، فإن اي انجاز لايتماشى مع اهدافنا، او اي انفاق مالي لايُحقّق تطلعاتنا يُعتبر انحراف عن المسار قد يتسبّب في هدر مالي كبير وترهّل اداري مرير.

جاءت المقالة السابقة – بعنوان “ماذا بعد خمس سنوات من قدوم مركز جونز هوبكنز ارامكو الطبي؟” والمنشوره هنا في صحيفة مال (لقراءة المقال السابق اضغط هنا من فضلك)

بحزمة من التساؤلات لم نجد لها حتى الآن اجابات. طرحت المقالة السابقة تساؤلات عن مدى نجاح مركز جونز هوبكنز ارامكو الطبي “جاها” في رفع كفاءة الاداء من خلال مزج الكفاءات السعودية الموجودة في ارامكو مع الكفاءات المنتقاه من المقاول جونز هوبكنز. وايضاً عن الفرق بين ميزانية الخدمات الطبية في ارامكو ما قبل وما بعد قدوم المقاول جونز هوبكنز، وان كانت “جاها” تُعاني من ارتفاع التكاليف التشغيلية، وعن مدى تأثير المقاول جونز هوبكنز في سعودة الوظائف او حتى توليد وظائف جديدة.

هذا بالإضافة إلى اسئلة أخرى لم نجد لها إجابة بغرض الاستفادة من هذه التجربة التي تحسب لشركة مثل ارامكو السعودية.
وبسبب ان الوقت يعتبر عدو الإنجازات الاول، لذا نضع هنا حزمة جديدة من التساؤلات تفرض نفسها مع حزمة التساؤلات السابقة، ربما نجد انفسنا امام تحديات اكثر تعقيداً في المستقبل المنظور او على الاقل نجد اجابات عليها من ارامكو وهي:

* هل مجلس إدارة “جاها” مؤهل بالكفاءات الطبية والادارية اللازمة؟ وهل تم إجراء تدقيق مستقل من وزارة الصحة؟

* ماذا عن تكاليف تشغيل “جاها” فهل تضحمت مثلا؟ وماذا عن كفاءة التشغيل ومستواها؟

* هل “جاها” غير قادرة على العمل بشكل مستقل لتكون مركزاً لجني الارباح؟ ولماذا لم يتم فتحها للجمهور حتى الان كما كان احد اهداف تأسيسها؟

* هناك أقاويل تشير الى ان مستوى رضاء المرضى اعلى من المستوى الذي اصبحت عليه بعد قدوم “جاها”؟

* مامدى رضاء المرضى عن خدمات “جاها” الصحيّة؟ وهل صحيح ان هناك شكاوي كثيرة عن تدهور الخدمات؟ 

* هل تتم مساءلة وتدقيق إدارة الجودة وفقاً لقوانين الجودة الصحية السعودية المتفق عليها في المجلس الصحي السعودي؟

* هناك من يشير الى تعرض الموظفين السعوديين في “جاها” لضغوط مختلفة دون وجود من يُمثّلهم قانونياً؟ وهل تنتهك هذه الضغوط – ان صدقت- انظمة العمل في السعودية؟ 

* هل عقود “جاها” التي وقّع عليها الموظفين المُعارين من “ارامكو” تمّت بطريقة قانونية بدون خرق للاتفاقيات التعاقدية الموقعة بينهم وبين “ارامكو” مُسبقا؟

‏* هل فعلا اوقفت “‎جاها” عدد من الاطباء السعوديين وغير السعوديين المُعارين وغير المُعاريين من ارامكو السعودية عن العمل بسبب رفضهم توقيع عقود مُجحفة؟ او هل هناك اسباب اخرى؟ وهل هذا يعني ان من رفض التوقيع سيتم فصله؟

* ماذا بعد انتهاء محفّزات ارامكو للموظفين المُعارين والتي بقى عليها قرابة ثلاث سنوات وتنتهي؟

* هل يمكن توضيح الفرق بين رواتب عقود موظفي ارامكو مقارنة بالموظفين الجدد من غير ارامكو؟

واخيراً نرجو ان لايُواجه “جاها” والذي نأمل ان يكون نموذجاً يُحتذى به في الخصخصة لحزمة ثالثة ورابعة من التساؤلات الموضوعية!