«أرامكو» و«سابك» .. فصل جديد

ودخلت شركة ارامكو السعودية كشريك استراتيجي لشركة سابك، لترسم وتبني وتضيف بفعالية في بناء وتحديث وتطوير استراتيجية مستقبلية فعالة لعملاق قطاع البتروكيماويات بما يحقق التكامل وبما يعزز من صلابة الهيكل التنظيمي العام ليس لـ “سابك” فحسب بل للقطاع البتروكيماوي كله. 

دخول “ارامكو” كشريك في “سابك” وفر سيولة نقدية لصندوق الاستثمارات العامة بما يزيد عن 259 مليار ريال، وهذا المبلغ هو الاخر سيساهم في تحقيق اهداف الصندوق الطموحة في ان يكون اهم اللاعبين الاساسين في قطاع التقنية والتطوير والاستثمار في العالم. كما سيساهم في تعزيز دور المملكة في الخارطة الاقتصادية في العالم، حتى نصل الى ان نكون مؤثرين وليس متأثرين.

ارامكو متواجدة في القطاع النفطي والقطاع اللوجستي و متواجدة في قطاع الكهرباء والطافة وتستثمر ايضا في قطاعات اخرى، وهذا كله سيساهم في نقل خبرة ارامكو في العمل المؤسساتي الهيكلي لهذه القطاعات وللشركات التي تستثمر فيها. ايضا ستستفيد هذه القطاعات من خبرة وعمق ارامكو في تطبيق مبادئ الرقابة الفعالة بما يحفظ اصول القطاع والشركات على حد سواء.

صندوق الاستثمارات العامة الذي اثبت قدرته على اقتناص الفرص الدولية بطريقة ملفتة، وصفقة أوبر خير مثال على ذلك، سيعزز من حضوره الدولي، كما سيمضي قدما في تنفيذ مشاريع الرؤية الداخلية كمشروع البحر الأحمر والعلا ومشروع القدية ومشروع مدينة نيوم الفريد بكل المقاييس. الصندوق السيادي السعودي اصبح الان اقدر على كل ما كان متاح له، ومن يعلم، فقد لا تكون صفقتها مع “ارامكو” للتخارج من “سابك” آخر صفقات التخارج  للصندوق.

“سابك” اصبح لديها شريك استراتيجي هو الاكبر والاقدر في القطاع النفطي في العالم، وهذا الشريك سيعزز من حضور “سابك” على الساحة الدولية. كما ان اعمال الدمج مع “ارامكو” ستساهم في خفض مصاريفها وزيادة كفاءة اعمالها بما ينعكس على ربحية الشركة على المدى القصير والمتوسط والطويل ايضا.

الأخبار الإيجابية تتوالى بما يؤكد صحة المسار والنهج الذي نسير عليه، والحراك الاقتصادي الذي نعيشه محط انظار المستثمرين والمراقبين والمحللين في العالم، والمستقبل مكسب لكل من يخطط بعمق وينفذ بإحكام ويعمل بتفاني. يوم بعد يوم، لا نقترب الا لتحقيق رؤيتنا، يوم بعد يوم نقترب لعام 2030.