الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كم هو جميل أن نتّبع الإجراءات المتعارف عليها إذا أردنا المضي قُدماً لتطوير أو تأسيس أي أمر، وأن ننتقل من الخطوة 1 إلى الخطوة 2 وهكذا، ولكن الأجمل من ذلك هو ان نصل للهدف المنشود عبر أقصر الطرق وان نفكر خارج الصندوق، ولو نظرنا لأغلب من تميزوا في أعمالهم في كافة المجالات وحققوا نجاحات مبهرة على مستوى العالم لوجدنا انهم لم يفكروا بالطرق التقليدية بتاتا، بل ان تركيزهم كان مُنصَبّا وبكل ابداع على تحقيق الهدف اكثر من اي امر اخر، لذا لطالما ان الامر (غير مُنزّل) فيمكننا حينها القفز من الخطوة 1 الى الخطوة 4 او للخطوة الأخيرة مثلا ولِمَ لا.
وعند النظر لإدارات الموارد البشرية بالمملكة وهي العلم الذي توهّج مؤخرا وحصد مكانة تزداد أهمية يوما بعد يوم لدى قياديي المنشات في القطاعين العام والخاص، لوجدنا ان اهتمام بعض مسؤولي تلك المنشات منصبا على (نسخ ولصق) تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال واتباع خطوات الوصول لتلك التجارب اكثر من الهدف الأسمى الذي تصبو اليه ادارات الموارد البشرية وكأننا نحفظ ولا نفهم او نؤدي واجبنا دون أي شغف.
حيث تتسابق المنشات بفئتيها الحكومية والخاصة لتأسيس او تطوير ادارات الموارد البشرية لديها عبر التعاقد مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة، دون التأكد ان كان ذلك الطريق التقليدي سيعظّم فوائدنا من هذه الادارة أو سيساعدنا في تحقيق اهدافنا، وهل ما ينطبق عليهم يجب ان يكون ملائما لنا؟ ، لأن المسألة أكثر عمقا من إعداد وصوف وظيفية ولوائح للسياسات والإجراءات والمزايا والمنافع وتطبيق أنظمة حضور وانصراف ورواتب.
بل ان هناك ماهو اهم من وصف وظيفي لا يُعمل به، ولوائح وانظمة لا تُطبّق على الجميع ومزايا ومنافع غير جذابة، وتركيز على حضور اكثر من إنتاجية وتركيز على إنتاجية اكثر من كفاءة وفعالية، ألا وهو (روح الموارد البشرية)، والتي تُعنى من وجهة نظري الشخصية بتطوير بيئة العمل عبر تعزيز الأمان الوظيفي بإعداد مسارات وظيفية واعدة، وتعزيز الشفافية وتطبيق العدالة والتركيز على التحفيز والتوجيه والإستثمار بشكل عمودي في التطوير قبل التدريب، حتى نبني ثقافة جديدة بكل منشأة محورها هو الإنسان فقط.
الموظفون لا يحتاجون لمكاتب كبيرة قدر ما يحتاجون لقلوب كبيرة تتسع لمشاكلهم وطلباتهم، والموظفون لا يحتاجون لمقهى او لملعب داخل المنشأة قدر ما يودون الذهاب للمقهى والملعب مع عائلاتهم، لذا بزغ نجم مؤخرا يعرف بقسم السعادة في بعض المنشات املين ان تكون السعادة مطلب وثقافة اكثر من كونها اسم نتباهى به، خاصة وان عدد الساعات التي يقضيها الموظف في عمله اكثر من عدد الساعات التي يقضيها مع عائلته.
الخلاصة : لِنُفكّر بإبداع
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال