الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استيقضت فجر يوم على خبر سقوط احد الطائرات التابعة لاحد الدول الأ سيوية النامية. للاسف الشديد, مثل هذا الخبر اصبح يتكرر بشكل جدا ملفت خلال السنوات القليلة الماضية. نتج عن هذا الحادث الجوي الماساوي مقتل اكثر من 180 راكب. كان غالبية الركاب هم من جنسيات اسيوية, اضافة الى بعض الأ جانب من اوربيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى.
عند سماعي لخبر سقوط الطائرة واستيعابي لذلك الخبرالمفجع, كان اول قرار قد قمت بتخاذه هو كتابة هذه السطور التي هي الأن على مرمى عيني القاريء الكريم.
هناك مسؤولية اخلاقية ذات جانب انساني مهم على عاتق القادة الصناعيون في العالم, تقتضي بموجبة هذه المسؤولية بأن يكون هناك اعادة تقييم شاملة من قبل هؤلاء القادة لعلاقاتهم التجارية مع الدول الناشئة. هذا على الاقل في ما يخص صفقات بيع الآلات المعقدة والخطرة.
لناخذ على سبيل المثال صفقات بيع الطائرات المدنية, وما يجب ان يصاحب تلك الصفقات من عقود مرافقة خاصة ببرامج التدريب المتطورة، والصيانة المتكاملة لتلك الطائرات. حيث ان في كثير من الاحيان تكون عقود برامج الصيانة المصاحبة لتصدير الطائرات بالتحديد مكلفة جدا على المستورد لتلك الطائرات, وقد تكون ارباحها بالنسبة للمصنع اقل من الأرباح الناتجة عن بيع المنتج نفسه (الطائرة).
اضافة الى ما تم ذكره, لا تجنى الشركات المصنعة ارباحها من تلك العقود المصاحبة من عقود تدريب وصيانة طويلة الأمد الا بعد مرور فترات زمنية طويلة, وبالتالي تصنف تلك الأ رباح كارباح عالية المخاطر او ارباح غير مضمونة التحصيل.
مثال شراء الطائرات ينطبق على الكثير من المنتجات الصناعية المعقدة والخطرة التي يتطلب استخدمها قدر عالي من التدريب والصيانة, مثل المعدات الطبية, المعدات الزراعية الثقيلة, السفن, مواد البناء المتقدمة, وغيرها الكثير من الألأت الحديثة, المعقدة, الخطرة, والتي في كثير من الأ حيان تقوم الدول الصناعية بتصديرها الى الدول النامية بدون ضمان الحد الأ دنى من التدريب للقائمين على تشغيل تلك الآلات، من خلال توفير برامج التدريب اللازمة, وكذلك برامج الصيانة المصاحبة.
للاسف, يرى بعض القائمون على الصناعات الثقيلة والخطرة, مثل صناعة الطيران, بأن الجانب الإنساني والشعور بالمسؤولية اتجاه المستهلك النهائي لتلك الآلات الخطرة امرا غير مغري ماديا على المدى القصير, سواء كان ذلك على الجهة المصنعة او المستخدمة لتلك الآلات. متناسين بان ما بين الطموح والضمير هناك خيط رفيع يضمن للصانع و كذلك المستخدم الأ ستمرارية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال