الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استقطب الإصدار الأول لشركة أرامكو للسندات المقومة بالدولار الكثير من المستثمرين, بكافة تصنيفهم, ليصل حجم الطلبات أكثر من 100 مليار دولار ليسجل قرابة 10 أضعاف المبلغ المستهدف من قبل أرامكو. وهذا لم يكن مستغربا فكل من يبحث عن الجودة العالية وبنفس الوقت مخاطر جدا متدنية فأرامكو هي من تحمل كلتا الخصلتين.
نجاح هذا الإصدار يرجع لعدة عوامل, منها وليس الحصر: كمية الشفافيه التي قدمتها أرامكو خلال السنتين الماضيتين للأسواق العالمية من حيث قوة الشركة المالية وضخامة ربحيتها والتي تصنفها كأكبر شركة عالميا من حيث الربحية, حيث حققت أرامكو 224 مليار دولار ربح في عام 2018 وأيضا كمية الكاش الحر الذي يبلغ 86 مليار دولار. أيضا الافصاح عن كمية المخزون من النفط والذي تم توثيقه من قبل مراجع خارجي كجهه مستقله.
بلا شك المستثمر في أرامكو لا ينظر فقط لحجم أرامكو الحالي بل يتطلع لما ستصبح عليه أرامكو بعد الاستحواذ على ملكية صندوق الاستثمارات العامة في سابك, فهذا الكيان سيضع أرامكو كأكبر شركة عالميا في مجال الطاقة والبتروكيماويات وما سينتج عن هذا الكيان من قوة وهيمنة على اسواق النفط والبتروكيميات.
اليوم قدمت أرامكو للمستثمرين أفضل استثمار في وقت كثر فيه التخوف من تراجع النمو الاقتصادي العالمي, في وقت لازالت اسعار الفائدة سلبية في بعض كبار الاقتصادات العالمية كأوروبا واليابان, فالبرهان واضح من ضخامة الطلبات.
طرحت أرامكو سندات لخمسة فترات (مليار دولار في 3 سنوات, ملياران في 5 سنوات, 3 مليار في 10 سنوات, 3 مليار في 20 سنه و3 مليار في 30 سنه) على أسعار جدا مغرية للمستثمر والتي سجلت أفضل مما كان يتداول لسندات السيادية السعودية, الأمر الذي أثار استغراب الكثير من المراقبين الاقتصاديين. ولكن برأيي يجب مقارنة سندات أرامكو بأسعار سندات شركات النفط العالميه (شل وايكسون وتوتال). هذا الطرح نتج عنه تصحيح لأسعار السندات السيادية السعودية بكافة فتراتها والذي من شأنه أن يخفض تكاليف الإقتراض مستقبلا إن أرادت الحكومة السعودية أن تقترض من أسواق المال الخارجية ونفس الفائدة سوف تحصل عليها شركة سابك وشركة الكهرباء السعودية.
النجاح المطلق لهذا الاصدار دليل قطعي على مكانة الدولة السعودية في مجموعة العشرين ودليل على نجاح رؤية المملكة 2030 ومقدرة القيادة السعودية في تحقيق أهداف الرؤية والمضي قدما في مشاريع التنمية المحلية والرقي بمكانة السعودية عالميا.
عندما صرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, حفظه الله, أن قيمة أرامكو تصل 2 تريليون دولار شكك الكثير في هذا التقييم, ولكن بعد ما قامت به أرامكو من شفافية والافصاح عن ما يريده المستثمرين والمحللين الاقتصاديين, تراجع الكثير منهم وأبدوا انها قيمة عادلة لعملاق النفط العالمي .. صحيح «أرامكو» تصنع التاريخ.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال