الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سعدت بتواجدي في حفل توقيع مذكرة تفاهم شركة أرامكو السعودية والهيئة السعودية للمهندسين والتي تنص على تأهيل وتصنيف موظفي مقاولي شركة أرامكو السعودية وخاصة الفنيين منهم، وهو الامر الذي نادينا به وننادي به منذ سنوات عدة ليشمل جميع من يودون الدخول للسوق السعودي ومن هم داخل المملكة أيضا من المقيمين قبل السعوديين وخاصة في الوظائف الفنية او المهنية، لان الامر اكبر من الحصول على شهادة او تجاوز اختبار بل ان المواطن والخدمات المقدمة له على المحك.
ولو نظرنا لأغلب المشاريع المتعثرة لدينا لوجدنا ان عدم وجود تأهيل او تصنيف للقوى العاملة التي تنفذ هذه المشاريع هو احد اهم أسباب هذا التعثر، ولو تفحصنا مستويات الجودة الهزيلة التي تعتري العديد من مشاريعنا فسنكتشف حينها ان مستوى تاهيل او تصنيف من نفذها من العمالة هو احد اهم أسباب ذلك الضعف، الامر الذي أجبرنا على خفض معاييرنا كثيرا وقبولنا بالنطيحة والمتردية، وصولا لابسط الأمور المحيطة بنا من مواد استهلاكية او صيانة الخ.
خلال السنوات الماضية حظيت بفرصة السفر لأغلب الدول المصدرة للعمالة لأتابع عن كثب إجراءات التوظيف الخاصة ببعض المنشات، وكانت جاذبية السوق السعودي واضحة للجميع لسببين أولهما مستوى الدخل مقابل المصاريف رغم الأوضاع الحالية اذا ما تمت مقارنتها بمن حولنا، والأمر الأخر وهو مضمون هذه المقالة هو سهولة الدخول للسوق للسعودي والعمل به، بل وتجربته كما لو كان كلية مجتمع دولية، حيث يُسمح لأي من كان ان يتقدم لأي وظيفة وخاصة الوظائف الفنية او المهنية دون اختبار لمؤهلاته او فحص لامكانياته او حتى تأهيله الى ان أصبحت العمالة تجرب بنا وتكتشف ميولها عندنا، مما شجع مجموعة كبيرة منهم في فترات سابقة على التمادي اكثر والقيام بتزوير شهادات عليا والتقدم لوظائف اعلى وتشويه سوق العمل اكثر وأكثر، فنحن من فرطنا بذلك مسبقا واتحنا لهم الفرصة، إذاً نحن نستحق ذلك.
وكجزء من الحلول، كان هنالك مشروعا جميلا سعدت بالمشاركة به قبل بضع سنوات (لا اظن انه قد رأي النور بعد) مع وزارة العمل عبر شركة تكامل (الذراع التنفيذي للوزارة) وهو اشتراط الحصول على تصنيف وشهادات مهنية لأي فني واختباره قبل دخوله لاراضي المملكة من خلال أكاديميات تعتمدها سفارات وملحقيات المملكة في كل دولة مصدرة للعمالة، كون فحص وتصنيف وتاهيل من هم موجودين على أراض المملكة اضافة لمن يستعدوا للدخول اليها امر سيدفع بمزيد من مستويات الجودة للمشاريع كما سينقل المعرفة بشكلها الصحيح لابنائنا في بعض المهن، ولا ابالغ القول إن قلت أن ملفا كهذا له تاثير غير مباشر على جودة الحياة، لذا انصح القائمين على برنامج جودة الحياة بمتابعته.
الخلاصة: التجربة بِنا فقط لأبنائِنا
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال