الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ظهرت نظرية الثقوب السوداء منذ فترة ليست بالبعيدة، وتم تأكيدها نظريا بعد انتشار صور فضائية لتلك الهالات السوداء العظيمة في الفضاء في مؤتمرات متتالية عقدت في العاشر من ابريل الجاري، تشير الى ان تلك الثقوب تمتلك جاذبية عظيمة تلتهم كل الأشياء التي حولها.
والذي يتابع الاقتصاد العالمي والاحداث المتسارعة التي تحوم حوله، سواء السياسية منها او الاقتصادية، يرى أنه من الممكن ان يكون هناك ثقب اسود عميق في انتظار الدخول فيه او الخروج منه فعلاً، فلا يمكن الخروج من دوامة الرأسمالية والسيطرة الكبيرة من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، وتنامي ثرواتهم بشكل كبير، على حساب العديد من الموظفين العاملين في الشركات الكبرى.
أصبحت اليد الطولى اليوم للشركات التي تعمل في العالم الافتراضي، أمازون، نتفلكس، فيسبوك وغيرها من الشركات التي تحقق أرباحاً مهولة تصل الى عشرات المليارات، وأصبح ملاكها من أغنى أثرياء العالم، في حين نجد ان الشركات التي تعمل على ارض الواقع من 50 عاماً وأكثر بدأت أرباحها تتضاءل شيئا فشيئا وتسعى للاستغناء عن موظفيها وتقليص حجم أنشطتها حول العالم، مما ينبئ فعلا من دخول تلك الشركات في ثقب أوسد قد لا تخرج منه.
الذي يتابع تلك التطورات الهائلة في عالم الاقتصاد قد يجد فعلا ان الأمر بدأ بالتحول الفعلي وبدأت الأمور تتعقد تدريجياً، وقد يتكون نهاية بعض الأسماء التجارية العملاقة حول العالم وشيكة، بسبب شراسة الحرب بينهم على الرغم من تشبيه ذلك الصراع بفأر يخيف بتحركاته فيلا ضخماً!.
والأهم من ذلك هو أن تكاليف التشغيل للشركات الحديثة في العالم الافتراضي أقل بكثير ولا يمكن مقارنتها ابداً بالشركات الضخمة ذات التكاليف التشغيلية المرتفعة والتي تسهم بشكل كبير في عجلة الاقتصاد، كونها تقوم بتوظيف العديد من الأشخاص الذين يتقاضون مرتبات مختلفة يساهمون بشكل او بآخر في دفع التنمية الاقتصادية، بعكس تلك الشركات صغيرة الحجم وعدد موظفين لا يتجاوز 50 موظف في كثير من الأحيان وحجم مبيعات ضخم جداً يصل الى مليارات، ويصبح ملاك تلك الشركات ومؤسسيها يتصدرون المشهد العالمي ويصبحون من مشاهير العالم أجمع وقدوة في الريادة ويلقون محاضرات وندوات في العمل الإداري والتجاري!
كل تلك الأمور لا يمكن اغفالها ولا يمكن اهمالها، فنحن نقترب من نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وعجلة التطور والتقدم لا يمكن ايقافها، لذلك عندما نرى تلك التطورات على ارض الواقع فيجب ان نقر بها ونتعامل معها كجزء من التطور الاقتصادي المذهل في أيامنا الحالية.
اما ما يتعلق بالشركات الضخمة والكبيرة والتي ساهمت في سنين مضت في عجلة الاقتصاد العالمي ووظفت العديد من الأشخاص فمستقبلها غامض وتترقب التطور التقني والتكنولوجي بحذر شديد، أشبه بما يكون دخولها دوامة الثقوب السوداء التي لا تعرف نهايتها، فكل شركة حسب مجالها وتخصصها وتطور منتجاتها تقنيا من جهات أخرى الامر الذي يسهم بشكل كبير في تلاشي تلك الشركات مستقبلاً ان لم تقم بهيكلة أنشطتها لتفادي الدخول في الدوامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال