الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لطالما كان تعريف التجارة الالكترونية في أذهان الكثيرين يرتبط بالرفاهية. وقد يكون هذا الأمر صحيحاً في كثير من الأحيان، لأنها لا توفر المال فقط وإنما توفر الوقت الذي قد يقضيه الشخص في التسوّق والمقارنات وغيرها من المهام التي قد تستنزف وقتاً مطوّلاً يستطيع الشخص أن يصرفه في أمور ذات أهمية أكبر. ولكن الرفاهية ليست هي سبب إقبال الناس على التجارة الالكترونية، فقد ترتفع أهمية التجارة الإلكترونية وضرورتها على حسب الدول والمناطق الجغرافية. ففي بعض الحالات والدول، تعتبر منفذ “مصيري” لكثير من المصنّعين مثل ماهو الحال في الصين وأفريقيا. فلا يمكن للمزارع أو المصنّع في الأرياف أن يقوم بالبيع بشكل مباشر أو الوصول لنقاط البيع. لذا، تأتي أهمية منصات مثل : علي بابا، حيث تفتح الباب على مصراعيه لهؤلاء التجّار من كل أنحاء العالم لبيع منتجاتهم من الصين (أو أي مكان) إلى العالم.
وفي المملكة العربية السعودية، حيث تشكّل التجارة الالكترونية ما مجموعه أقل من ٣٪ من أصل تجارة التجزئة، تأتي ضرورة ملحّة لتبني التجارة الإلكترونية والدفع بها. المعلومة المزعجة والمفرحة في آن معاً، أن المتسوّقين اليوم جاهزين للشراء من الإنترنت، ولكن نصيب الأسد من مشترياتهم تكون من مواقع الكترونية عالمية مثل أمازون ونحوها. هذا الأمر مزعج، لأنه يعكس ضعف سوق التجزئة في المملكة والتجزئة الالكترونية وعدم استطاعته المنافسة والصمود أمام اللاعبين العالميين.
سوق التجزئة في السعودية، متشوّه جداً، لا سيما لو حيّدنا العلامات التجارية العالمية الموجودة في السعودية جانبًا، سنجد أن الصناعة ضعيفة، واللاعبين المحليين بحاجة إلى تطوير هائل. ناهيك عن سيطرة كثير من المتسترين على هذا السوق سواء سوق الجملة أو التجزئة.
قد يبدو المقال محبطاً بعض الشيء، ولكن الحقيقة أن المخرج موجود في حال كانت الرغبة موجودة. الاستعانة بالتقنية لغربلة سوق التجزئة قد يكون حلاً مفيداً جداً. الدولة أدركت هذا الأمر، وخصصت له مبادرات في برنامج التحوّل الوطني ومؤخراً أطلقت البرنامج الوطني لمكافحة التستّر وأسست مجلس التجارة الالكترونية.
ما سأحاول تسليط الضوء عليه في القادم من المقالات هو كيف يمكن للتجارة الالكترونية أن تخلق فرصاً جديدة في قطاع التجزئة؟ وهل الدعم الحكومي للتجارة الالكترونية سيزيد من الشفافية (مثل ماحدث في الصين) ويضعف التستر التجاري؟ وكيف يمكن تحفيز هذه الصناعة الجديدة.
مسك ختام : ” الخوف يجب أن يحركك لا أن يوقفك” – بيل قيتس
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال