الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الوقت الذي رجع فيه ملالي طهران إلى الضجيج الإعلامي والتهديد “بالورقة الخاسرة” التي تستخدمها للضغط على العقوبات الاقتصادية، لم تتردد السعودية بتقديم واجبها الإنساني عبر حرس الحدود لإنقاذ طاقم ناقلة النفط الإيرانية هابينس 1 (HAPPINESS I) اثر تعطلها في البحر الاحمر. موقف مملكة الإنسانية جاء بالرغم من الاستفزازات الإيرانية وتهديدها لأمن الطاقة العالمي بإغلاق مضيق هرمز وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب عبر المليشيات الحوثية المتحالفة معها في اليمن.
تثبت المملكة يوما بعد يوم ان دورها الإنساني لا يرتبط بمواقف سابقة ولا علاقات حسنة، بل هي تقوم بهذا الدور متى ما تحتم عليها ذلك بغض النظر عن من هي الدولة او علاقتها بها. ففي الوقت الذي تدعم إيران الحوثي بالسلاح والألغام البحرية والقوارب الموجهة التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر، فإن المملكة تساعد السفن التي تطلب الإستغاثة حتى لو كانت هذه السفن إيرانية.
السعودية وهذا معروف عنها والشواهد كثيرة تثبت يوما بعد يوم أنها لا تسيس القضايا الإنسانية مثل ما تفعل دولة الشر إيران، فلديها القدرة على الفصل بين مواقفها السياسية والتزاماتها بالقوانين الدولية. وتؤكد المملكة ان مواقفها السياسية من السلوكيات الإيرانية العدوانية ثابتة، لكنها أيضا لا تنتهك القوانين الدولية لتنفيذ أجندتها السياسية كما تفعل دولة الشر إيران. فالحوثيون في اليمن يقصفون المملكة بصواريخ إيرانية، ومع ذلك أبت المملكة ان تكيل بمكيالين عندما طلبت سفينة إيرانية المساعدة من السعودية.
ناقلة النفط الإيرانية هابينس 1 والمصنوعة عام 2003 كانت تحمل قرابة مليون برميل من النفط بإتجاه قناة السويس ومن ثم لتفريغ الحمولة إلى السوق الاوروبية لأحد المصافي المطلة على البحر الابيض المتوسط. ولعلنا نتذكر ان هذا هو الحادث الثالث لناقلات النفط الإيرانية خلال اقل من ثلاث سنوات، وهذا يثير تساؤلات كبيرة عن الصيانة الدورية لناقلات النفط الإيرانية وعن طُرق وإجراءات السلامة المتبعة فيها، وايضا يثير المزيد من الشكوك عند مصافي التكرير المستقبله لنفطها لتعيد حسابات التعامل معها.
بعد مشيئة الله ثم مواقف حكومة خادم الحرمين الشريفين المشرفة، لم يكن مصير الـ 26 بحاراً على متن ناقلة هابينس 1 الإيرانية كمصير الـ 30 بحارا على متن الناقلة سانتشي الإيرانية ايضا الذين فُقدوا امام بحر الصين في حادث سابق مطلع العام الماضي 2018 بعد الحريق الذي نشب فيها.
الحادث الثالث لناقلات النفط الإيرانية سوف يعيد حسابات الكثير من مصافي التكرير في التعامل معها، فالعالم كله اجمع بأن تعديات إيران ونشرها للفوضى في المنطقة وتدخلاتها قد زاد بشكل ملحوظ بعد إبرام صفقة الاتفاق النووي صيف 2015، خاصة عودة 100 مليار دولار بعد رفع العقوبات واستخدامها في دعم ميليشيات الحرس الثوري والإرهاب بدلاً من دعم اقتصادهم المتردّي.
من المثير للسخرية ان الحادث وقع بعد ساعات من تهديد إيران لمضيق هُرمز وبعد تصريح الرئيس الإيراني روحاني على استمرار صادرات إيران بالرغم من العقوبات الاقتصادية، وزعمه أن إيران لديها ستة طرق للتحايل على العقوبات وتصدير النفط، وأيضا بعد تهديده لمضيق هرمز، والذي هو اهم ممر مائي لتجارة النفط في العالم؛ إذ يمر به تصدير اكثر من ثلث صادرات العالم من النفط، وبالتالي فإن تهديد صارخ من ايران لامن الطاقة العالمي.
المملكة العربية السعودية اتخذت من التدابير ما يجعلها في مأمن من التأثر بالتهديد الإيراني؛ “إذ لديها من بدائل التصدير على الساحل الغربي في البحر الأحمر ما يغنيها عن الالتفات للتهريج الايراني الاخرق.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال