الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
دائما ما يتم ترديد عبارة اننا شعب استهلاكي، أي اننا ننفق اكثر مما يدخل لنا ولا نعي من الادخار الا اسمه، حتى اصبح الاستهلاك سلوكا نتغنى به وتحول لعادة نستمتع بها وتكونت ثقافة حاتمية وحاتم بريء منها. ولكن لم تكن هنالك اَي دراسات او احصائيات رسمية تدعم ذلك الانطباع، الى ان أعلنت الهيئة العامة للإحصاء الأسبوع الماضي نتائج الدراسة التي عكفت عليها لاكثر من سنة، والتي أظهرت نتائج صادمة حقيقة يجب اخذها بجدية لان ابعادها ستكون جدية حتما، لان الإنفاق لن يجعل منا كرماء والادخار لا يعني اننا بخلاء.
حيث أظهرت الدراسة ان متوسط الدخل الشهري للأسرة السعودية يبلغ ١٤,٨٢٣ ريال، فيما يبلغ متوسط الإنفاق الشهري للاسرة السعودية ١٦,١٢٥ ريال ، مما يولد عجزا شهريا للأسرة السعودية بمعدل ١,٣٠٢ ريال، فيما بلغ متوسط الإنفاق الاستهلاكي الشهري للأسرة السعودية ١٤,٥٨٤ ريال، وبالطبع كل تلك معدلات تختلف مناطقيا من منطقة لأخرى باختلاف معدل الدخل لكل منطقة والنفقات والسلع المستهلكة فيها.
وهذه الإحصائيات توصلنا لمعدلات ادخار متدنية جدا للأسرة السعودية تضعنا في ذيل الترتيب العالمي، وهذا ما اكدته مؤسسة النقد العربي السعودي والتي تهدف لرفع مستوى الادخار للأسرة السعودية من ٢.٤٪ حاليا الى ٢٩٪ بحلول عام ٢٠٢٠م، كأحد مبادرات برنامج تطوير القطاع المالي والذي يُعتبر احد اهم برامج التحول الوطني لرؤية ٢٠٣٠، حيث أكدت مؤسسة النقد ان هنالك ٥ مسببات لضعف الادخار وهي : عدم وضع ميزانية شهرية، وعدم التمييز بين الحاجيات والكماليات، وارتفاع قيمة الفواتير الشهرية، والإفراط في الدين، اضافة لعدم ادخار اَي مبالغ للأمور الطارئة.
علمابان استمرار تدني مستويات الادخار سيتسببفي تزايد مضطرد للإنفاق وخاصة الإنفاق الاستهلاكي مما سيرفع بلا شك وتيرة القروض الاستهلاكية على المدى القصير، حينها ستزيد معدلات العجز لدى الأسرة السعودية على المدى المتوسط، والتي قد تتسبب في ظهور طبقة مجتمعية جديدة قد نندم على ظهورها على المدى البعيد، لذا يجب ان نتحرك سويا لتحفيز ثقافة الادخار ورفع مستوي الوعي بطرق مبتكرة للإنفاق النوعي وزيادة مصادر الدخل، على ان نستهدف كل اسرة وكل طالب وطالبة كونهم عماد اُسر المستقبل.
الخلاصة يقول المثل الأمريكي (اذا اشتريت اليوم ما هو كمالي، ستبيع غدا ماهو ضروري)
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال