الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهرٌ مبارك أطل بخيره وفضله وبركته علينا جميعاً. هذا الشهر الفضيل له آثار إيجابية ليست على الصعيد النفسي والإيماني والاجتماعي فحسب، بل ألقى ظلاله وتأثيره على الجوانب الاقتصادية والمالية. واقع الناس الرمضاني وبحكم ارتباطه وقربه من العيد فرض نوعٌ من الرغبة الشرائية لمواد وحاجات لا يوجد لها أثر على طول العام ماعدا رمضان. للناس سلوكيات متفاوتة من زيادة الإقبال على أمور والتخلي عن أخرى، وهذا أمرٌ صحي في أغلب الاقتصادات فتجد في موسم الصيف تنشط قطاعات بينما أخرى تترنح وهكذا في موسم شتوي أو موسم عبادة أو سفر وغيره. تنشأ علاقات مع المحاسبة والتقارير المالية قد لا تظهر للعيان من الوهلة الأولى مما تؤثر على قرارات الشركات.
المثال الأول على قطاع الخدمات الفنية والاستشارية والتي تبيع ساعات الموظفين (كخبراء واستشاريين ومهندسين) فإن ساعات العمل كما هو معلوم من نظام العمل يجب أن تقل إلى ست ساعات يومياً أو كحد أعلى 36 ساعة أسبوعياً, مما يعني أن الموظف ستقل الساعات المتاحة للبيع ولكن التكاليف ثابتة كما هي. تلجأ بعض الشركات إلى عمل حساب استحقاق في بداية السنة مقابل فارق الساعات والتي ستستخدمه خلال رمضان مما يعني أن هذا الحساب سيكون صفرياً في نهاية شهر رمضان. تشوب هذه الحسبة بعض التعقيدات في حال اختلاف أديان الموظفين وأنواع الإجازات الأخرى غير الأعياد الرسمية، كلها تستلزم نوعاً من التفصيل والمعالجة المحاسبية الدقيقة لتعكس واقع التكاليف والربحية.
المثال الثاني في سوق الطباعة والورق، عدد الصفحات المطبوعة في أغلب الشركات في شهر رمضان يقل بسبب قلة عدد الساعات وتكاسل/أو إرهاق الموظفين فلا يمكن لشركة قائمة على هذا النوع التجاري من بيع الورق أو الالآت الطباعة أن تفترض في تقاريرها المالية باستمرارية الإيرادات بنفس الوتيرة كغيره من الأشهر، لذا تلجأ لتغيير تنباؤتها وأرقامها المستقبلية حتى لا يحدث لديها تباين كبير بين المرسوم والواقع وتعمل على إنشاء حسابات مخصصات واستحقاق.
المثال الثالث الإغلاق الشهري للحسابات يبدو أنه أزمة دائمة مع كل إغلاق ولكن في هذه السنة سيواجه المحاسبين نوعاً من التحدي حيث أن الإغلاق الشهري سيقع قبل يومين من عيد الفطر والأمر قد يكون أصعب لمن يُقدم تقارير شهرية فسيضطر المسؤول أو القسم للعمل في أيام العيد أو أنه قد يغلق الفترة قبل الوقت المتعارف عليه.
المثال الأخير مرتبط بحساب الاستحقاق في إجازات الموظفين حيث أن كثيراً من الموظفين لديهم أرصدة إجازات غالباً ما تستنفذ في فترات الصيف ويومان قبل/بعد إجازات العيد مما يلزم الشركات لإعادة الحسبة لتحاكي الواقع بشكل أفضل. الأمثلة في الأثر الرمضاني المبارك كثيرة ابتداء من المبيعات والتكاليف والأرباح المتوقعة. في قرارات التوظيف السليمة تجد أن التخطيط واضح متى نستقطب الموظف وكيف ولماذا؟ لأن توظيف أحدهم بعد نهاية الموسم قد يشكل عبئاً مالياً وبدون عائد اقتصادي. والعكس صحيح بعضهم يوظف مع بداية الموسم فيدخل الموظف في معمعة العمل اليومي مع غياب كثير من المفاهيم الرئيسة.
المواسم والأشهر لها تأثيرات كبيرة على المجريات التجارية والاقتصادية، كما أن هذه التأثيرات مهمة لإحداث التصحيحات اللازمة. حينما تبدأ عمل تجاري، أو تقرر في انتقالك الوظيفي، أو تغير نظامك المحاسبي، أو تنتقل من مدينتك فمن الجيد الأخذ بالاعتبار هذه المواسم والفترات لأنه قد تشكل منحنى صعود/أوهبوط يؤثر على بداياتك،، نسأل الله أن يتقبل صالح الأعمال وأن يسبغ علينا فضله وكرمه،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال