الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أطلقت شركة “هنجرستيشن” من قبل ريادي سعودي هو الشّاب ابراهيم الجاسم في نوفمبر 2012 م كمنصّة إليكترونيّة تخوّل الزّبائن طلب الطّعام من أيّ مكان بحيث يصل لهم مباشرة و الدّفع عند الاستلام. و مع النموّ المتسارع نحجت الشّركة في استقطاب استثمار أجنبي في وقت مبكّر فأصبحت اليوم جزءا من شركة “دليفري هيرو الألمانيّة” و هي شركة تعمل في توصيل طلبات المطاعم في أكثر من أربعين دولة.
و بعكس النّموذج السّائد في الاستثمارات الأجنبيّة لدينا ففي حالة “هنجر ستيشن” معظم رأس المال الّذي تمّ ضخّه في المشروع قدّم من المستثمر الأجنبي في حين أنّ التّقنية و نموذج العمل إنتاج و صناعة سعوديّة حقيقيةّ. هذا الضحّ من الاستثماري الأجنبي يصبّ في مصلحة تعزيز الحساب الاستثماري بين المملكة و دول العالم حيث تحرص الدّول على موازنة العجز في الحساب الجاري (الصّادرات و الواردات مع الدّول) بزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر و هو ماتحقّق في حالة هنجر ستيشن.
و مع إطلاق رؤيتنا المباركة “عشرين ثلاثين” فإنّ جوانب متعدّدة من مبادراتها أسهمت في تعزيز فرص النموّ و النّجاح لـ “هنجرستيشن” و شهد السّوق المحليّ الّذي يراقب تطوّرات الشّركة إطلاق مشروعات جديدة مبتكرة تعتمد على التّقنية و المعرفة تطمح إلى تحقيق نجاحات مشابهة.
تعدّ “هنجرستيشن” الرّقم الصّعب بين المنافسين ؛ فبحسب صحيفة مال الاقتصاديّة (بتاريخ 23 يوليه 2018 م) أنّ عدد المطاعم المسجلّة تجاوز الأربعة آلاف و استقطب المشروع أكثر من سبعين ألف مندوب حرّ مسجّل في النّظام ممّا مكّن التّطبيق من الاستحواذ على خمسة و ستّين بالمئة من السّوق السّعودي.
تفاجأ مجتمع ريادة الأعمال بالخبرالأخير الّذي أعلنت فيه الشّركة الألمانيّة “دليفري هيرو” إقالة الإدارة التّنفيذيّة في يوم واحد شمل مؤسّس الشّركة و رئيسها التّنفيذيّ والمؤسس المشارك ومدير قسم الاتصالات، والمدير المالي، والمدير التنفيذي للشئون التجاريّة. و بحسب الحساب الرّسمي في تويتر للمؤّسس ابراهيم الجاسم فقد شكر من تعاطف معه و يحتفظ بحقّه في الردّ على مايتداول حتّى ينتهي من تقديم إجراءاته القانونيّة.
إنّ خلافات المستثمريّين مع رياديّي الأعمال أمر شائع و لن تكون “هنجر ستيشن” أوّل و لا آخر حالة؛ لكنّ “هنجر ستيشن” وفق السّياق الّذي استعرضناه تجاوز نجاح و مكتسبات المؤسّسين فأصبح مكتسب جيل كامل و استثمار وطن و العائد من هذا الاستثمار يتضاعف إذا نظرنا إلى جانب الإلهام من النّجاح المتحقّق. هذه الإلهام كفيل بعون الله في تشجيع المؤسّسين و غيرهم لتأسيس سلسلة واسعة من اسثمارات نوعيّة قائمة على المعرفة و التّقنية و تزيد معها الاستثمارات الأجنبيّة المباشرة الأمر الّذي يتّفق تماما مع رؤيتنا المباركة في اقتصاد لايعتمد على النّفط.
و من هذا المنطلق فإنّي أدعوا ذوي العلاقة أن يدعموا كلّ جهد إلى احتواء الخلاف الّذي تسربّ للإعلام للمحافظة على “هنجر ستيشن” ليبقى قصّة نجاح متجدّدة ملهمة تتصدّر المشهد لسنوات طويلة و أن تبقى مادّة ثريّة تدرّس في كليّات و أقسام إدارة الأعمال و ريادتها. و في هذا السّياق فإنّي أشيد بالنّاشطين في وسائل التّواصل الاجتماعي المهندس علي آل محسن و المغرّد “نبيل” الّذين قدمّا طرحا متوازنا في هذا السّياق تمّت الإشارة لبعض ماذكراه.
و في الختام فإنّي أذكّر مؤسّسي مشروع هنجر ستيشن أنّنا نفخر بهم و بإنجازهم و أنّ أيّ تنازل يقدّموه – إذا اضطرّوا لذلك – فهو لخدمة وطن و جيل كامل و أنّهم قادرون بعون الله على تعويض أيّ فوات في مشروعات جديدة. و أقول للمؤسّس ابراهيم الجاسم كما كنت مبدعا و شجاعا في تبنيّ فكرة المشروع و تنفيذها فإنّنا نتطلّع بلهفة و دعاء إلى إبداع جديد في إدارة المشهد الرّاهن بمايحفظ مكتسبات الوطن و مكتسباتك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال