الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم تتضح التفاصيل بعد عن نظام الإقامة المميزة بشقيها الدائمة والمؤقتة، لكن من الواضح أنها ستعطي صاحبها مزايا كبيرة تقارب مزايا المواطن وتحديدا الدائمة.
يعلم الجميع بالأعداد الكبيرة للمقيمين في المملكة بصفة دائمة، وبممارستهم لجميع الأعمال التجارية والمهنية لكن بشكل غير نظامي، تحت مظلة عرفت (بالتستر). وقد فشلت جميع الحلول في القضاء على ذلك الداء الكارثي الذي ينهش الاقتصاد، فلم تغري المتسترين فكرة المستثمر الأجنبي لأنهم سيفقدون الكثير من المزايا التي يحصلون عليها، كما لم تخفهم العقوبات لصعوبة كشف التستر وإثباته.
نظام الإقامة المميزة رغم عدم وضوحه بعد، ورغم أنه للتو صوت عليه مجلس الشورى على ان يرفع للمقام السامي لإقراره، إلا أنه ضمن برامج رؤية السعودية 2030. فهل يستطيع ذلك النظام حال إقراره القضاء على معظم مشكلة التستر؟؟ ويظهر حجم الاستثمارات الأجنبية في المملكة المستترة تحت بشوت المستثمرين السعوديين الوهميين؟؟
برأيي أنها ستكون فرصة مغرية جدا للكثير من المقيمين الذين قضوا سنوات طويلة في المملكة ولهم استثمارات كبيرة تحت نظام التستر لأن يستفيدوا من هذا النظام ومزاياه ويعيشون في المملكة بأمان وبصفة دائمة. لكن حل المصالح بين المستثمر الأجنبي والمتستر السعودي ستكون أكبر المعضلات في سبيل تطبيق النظام، وربما تكون سببا في فشله على الأقل في مدى الرؤية.
في نظري أن تطبيق النظام إن استطاع القضاء على 80٪ من التستر سيكون حقق هدفه الأهم؛ فوضوح الاستثمارات والمعاملات المالية والاقتصادية يعني سهولة التعامل معها، وسهولة رسم السياسات الاقتصادية، ومصداقية الإحصاءات. الأهم من كل ذلك؛ القضاء على مشاكل التستر الذي تحول لسوسة تنخر في مختلف جوانب الاقتصاد، بل تحول بعضه لجرائم ليس لها حل بدون القضاء على سببها.
أخيرا يتخوف البعض من أن الإقامة المميزة ستتسبب في مزيد من سيطرة غير السعوديين على التجارة وسوق العمل، والحقيقة أن ظاهر النظام يوحي بذلك، لكن حقيقته حسب ما أتصوره ستكون عكس ذلك تماما لعدة أسباب.
أولا أن معظم من سيستفيدون من هذا النظام هم من الموجودين أصلا في السوق ولهم أعمالهم، وهذا بكل بساطة يعني عدم حدوث تغير كبير في شكل السوق من حيث الحجم الذي قد يخيف صغار المستثمرين السعوديين.
ثانيا وهو الأهم أن التستر هو السبب المباشر في كثير من المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد كجحم التحويلات الضخمة وجرائم الجودة وسوء الخدمة وحتى استغلال المؤسسات المتسترة في أعمال إجرامية وغير قانونية.
ثالثا فيما يتعلق بتوظيف السعوديين، نظام الإقامة المميزة لن يلغي نظام العمل وحقوق السعوديين في التوظيف. بل سيعمل على القضاء على كثير من أساليب التلاعب التي كانت تتم تحت مظلة التستر كتسجيل بعض أقارب المتستر كموظفين في المهن التي يفرضها نظام العمل.
ومن مزايا النظام الظاهرة أنه سيشجع أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المملكة في مرحلة الرؤية بشكل واضح ومريح لهم ومفيد جدا للاقتصاد. وذلك مهم جدا في المرحلة القادمة، فالمملكة قارة وحجم العمالة ورؤوس الأموال التي تحتاجها لتحقيق أهداف الرؤية كبيرة جدا، ونظام الإقامة المميزة أحد الحلول الجيدة في هذا الجانب.
المهم أن يكون النظام واضح وصارم ومحدد الإجراءات، بحيث لا يستغل بشكل خاطئ كما استغل نظام التجنيس في بداياته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال