الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما ياخذنا الحديث بعيدا الى عالم الرياضة اوعالم المال والأعمال, سنجد بانه من الطبيعي جدا بان يتردد على مسامعنا احد هذه المصطلحات الثلاثة ( محلية – اقليمية – عالمية), وبالتحديد اذا ما كان الحديث متعلق بالإنجازات الرياضية او المنتجات الصناعية.
في عالم الرياضة, وبالأخص في عالم رياضة كرة القدم, وهي الرياضة المحببة لدى ملايين من الناس, اذا افترضنا بان هناك فريق كرة قدم, مكون من 11 لا عب كرة قدم محترف, من 11 دولة مختلفة, ولم يكن لفريق كرة القدم هذا اي انجاز عالمي او حتى قاري يذكر, هل يجوز ان نطلق على فريق كرة القدم هذا فريق عالمي؟ الجواب قطعا “لا”.
ففي عرف كرة القدم, تحدد صفة الفريق اذا ما كان محلي, اقليمي, اوعالمي فقط من خلال انجازاته, وليس من خلال تعدد جنسيات لاعبيه. في عرف عالم كرة القدم, من الطبيعي جدا بان يطلق على فريق لقب عالمي اذا ما حقق هذا الفريق بطولة عالمية. هذا وان كان جميع لاعبيبة من جنسية واحده, من جنسية بلد الفريق نفسه.
لا يختلف الحال كثيرا في عالم الصناعة عن عالم كرة القدم, حيث تحدد صفة المنتج, واذا ما كان (محلي – اقليمي –عالمي) من خلال انتشار ووصول ذلك المنتج الى الأسواق المحلية, القارية, او العالمية المختلفة.
فالناخذ على سبيل المثال المنتجات الصينية, فهي تصنع في مصانع بالصين من قبل عمال و فنيين ومهندسين صينين, وتصدر هذه المنتجات الى جميع انحاء العالم. هل هذا يجعل منها منتجات عالمية؟ الجواب قطعا “نعم”. لان تلك المنتجات متواجدة في اغلب بلدان العالم, وهذا كفيل بحصولها على لقب منتجات عالمية.
فالأنجاز وصفة العالمية في عالم الصناعة, وكما هو الحال في عالم رياضة كرة القدم يقاس من خلال حجم الأ نجازات باختلاف مراحلها الأرتقائية. في عالم رياضة كرة القدم من خلال مستوى البطولات (المحلية – الأقليمية – العالمية), وفي عالم الصناعة من خلال وصول تلك المنتجات الى الأسواق المختلفة (المحلية – الأ قليمية – العالمية).
هناك وجه اخر لعالمية الأ نجاز, وجه لا يجب ان نغفل عنه او نتجاهله. سواء كان ذلك الأ نجاز متعلق بالرياضة مثل رياضة كرة القدم, او الصناعة مثل صناعة السيارات.
في عالم كرة القدم, وخلال العشر سنوات الماضية, قام الكثير من رجال الأعمال الدوليين, بشراء اندية كرة قدم عريقة في القارة الأ وربية العجوز. هناك في اوروبا, لم يقم هؤلاء المستثمرين في تلك الأندية الرياضية بتغيير مقرات الأندية, او استبدال العاملين بتلك الأندية بعاملين اخرين من جنسية بلد المستثمر نفسه او اية جنسية اخرى. رغم اختلاف وتنوع الملاك, بقت الأندية الإنجليزية انجليزية الشخصية, وبقى كل شيء في الأ ندية الأ يطالية ايطالي الهوى. لم تلعب جنسية العاملين في تلك الأ ندية, اية دور في حجم انجازات تلك الأندية وهويتها العالمية التي اكتسبتها، لا قبل ولا بعد الاستحواذ على تلك الأندية من قبل المستثمرين المختلفين. في عالم الرياضة يرتبط لقب العالمية فقط بتحقيق الإنجازات العالمية, وليس من خلال تعدد جنسيات اللاعبين في الفريق الواحد.
في عالم الصناعة, ومع بدايات التسعينات من القرن الماضي, سعت الكثير من مصانع السيارات اليابانية بالتحديد الى انشاء مصانع في امريكا الشمالية, وكان ذلك لعدة اسباب, بعض هذه الأسباب تجارية خالصة, وبعضها فرض على تلك الشركات بطريقة غير مباشرة, من الدول المستوردة لتلك البضائع, وذلك عن طريق فرض رسوم ضريبية خاصة بالمنتجات الصناعية المستوردة, ومستثنية للمنتجات المصنعة داخليا.
من الطبيعي جدا اذا ما قامت هذه الشركات اليابانية المتخصصة في صناعة السيارات, بانشاء مصانع للسيارت في امريكا الشمالية او اية دولة اخرى بان يكون العاملين هناك في تلك المصانع المنتشرة حول العالم من نفس جنسية البلد الذي يشيد به المصنع. في الشركات العالمية تتعدد جنسيات العاملين بها بشكل رئيسي من خلال انتشار منشاتها في مواقع جغرافية مختلفة من العالم, وليس من خلال تعدد جنسيات العاملين بها في بلد المنشاء (البلد الام). حيث ان من النادر جدا بان نجد عامل امريكي يعمل في مصنع ياباني يقع في اطراف طوكيو, وان حدث ذلك سيكون بشكل مقنن جدا جدا جدا.
في عالم المال والأعمال، تتحقق العالمية من خلال وصول الاسم التجاري للمنتج او من خلال انتشار فروع المنشأة في اكثر من بلد, في اكثر من قارة. حيث ان تعدد عدد العاملين في اي امبراطورية تجارية محترمة, تعي دورها الأ جتماعي, مرتبط با نتشار منشاتها في اغلب دول العالم , وبالتالي انتشار منتجاتها في تلك البلدان, وليس مرتبط بتعدد جنسيات العاملين بتلك المنشاءة في البلد الأم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال