الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كل سنة، يعتبر موسم رمضان، موسم مهم جدًا للتجارة الالكترونية في المملكة والوطن العربي. تزدهر فيه وتنمو طلبات عدد كبير من المتاجر في قطاع التجزئة بسبب ملائمة منتجاتها لهذا التوقيت إلى جانب استغلال بعض التجار الإلكترونيين هذا الموسم لإعلان خصومات وعروض على المنتجات وتدعيمها بحملات إعلانية سواء عن طريق الحملات المروجة على قنوات التواصل الاجتماعي أو عن طريق التعامل مع المشاهير والمؤثرين.
هذا الموسم : معروف وثابت ومتوقّع كتوقيت. فهو في شهر ٩ من كل سنة. إلا أن حال كثير من شركات التوصيل التي تخدم التجارة الالكترونية تفاجئ المتاجر الالكترونية في كل موسم بأنها تكون الحلقة الأضعف في تجربة الشراء في كل مرة. وأنها غير مستعدة مسبقاً للتعامل مع زخم الطلبات، وانحسار أوقات العمل وازدحام الشوارع. فكل سنة تتكرر نفس الاسطوانة.
نمو التجارة الالكترونية ونضجها، لا يكون فقط بنمو المتاجر والعارضين والتسويق للتجارة الالكترونية وتحفيز الناس على الشراء وإقبالهم عليه. لأن هذا الإقبال والتحفيز إن لم يقترن بجودة في الخدمات المقدمة واستعداد ممتاز من شركاء الدعم اللوجستي لتلك المتاجر فلن تتطور الصناعة، ولن تتكرر تجربة الشراء من قبل المشترين للأسف.
محليًا، ولو نظرنا لساحة شركات التوصيل واللاعبين فيها، سنجد فجوة كبيرة بين العرض والطلب. كما سنجد تذبذب هائل في مستوى خدمة شركات التوصيل. حيث تتحول تجربة الشراء من الإنترنت إلى تجربة تعيسة، بسبب تأخير تسليم الطلبات أو سوء جدولتها أو أحياناً إهمالها.
التوصيل والشحن للتجارة الالكترونية يجب أن يحظى بعناية كبيرة ليس فقط من رجال الأعمال والمستثمرين، لكن يجب أن يحظى بعناية من الجهات الرسمية. باختصار لأنه اليوم الحلقة الأضعف في سلسلة إمداد التجارة الإلكترونية. وأكبر امتحان له هو في المواسم مثل رمضان.
أبرز تلك المشاكل، ارتفاع الأسعار، وسوء مستوى الخدمة واتفاقية الاستخدام بين التاجر والشركة. وأخيرًا، عدم احترافية وتمكن تلك الشركات من عملها.
قطاع التوصيل للتجارة الالكترونية عنصر حيوي في نمو الصناعة والتحول لها. مؤخرًا أعلن صندوق رؤية سوفت بانك من استثماره مبلغ ٣٥٠ مليون دولار في الشركة الهندية Delhivery المتخصصة في التوصيل للتجارة الالكترونية في إشارة واضحة لأهمية القطاع وهذا النوع من الشركات. العقبة التي كانت تحول دون دخول المستثمرين في هذا القطاع كانت بعدم وجود تنظيم أو قوانين لهذا النوع من الشركات، ومؤخرًا رأينا إعلان تحويل مسؤولية شركات النقل والطرود وترخيصها وتنظيمها بمبادرة من وزارة الاتصالات وتعاون البريد ووزارة النقل.
بالتواصل المستمر مع تجار الكترونيين، وجدت أن حماسهم للنمو أصبح محفوفًا بمخاطرة تقنية (عدم تحمل مواقعهم أو متاجرهم للزيارات) إلى جانب من تخوفهم من تردّي مستوى الخدمة في التوصيل عند التعامل مع شركات توصيل لا تزال تعمل بالطريقة التقليدية والقديمة في التعامل مع الطلبات / الشحنات من المتاجر الالكترونية.
لو نظرنا الموضوع على أنه فرصة، فالفرصة جدًا سانحة في تحول كثير من الشركات وتوسعها بشكل ممتاز. كما أنها فرصة للدولة متمثلة في مجلس التجارة الالكترونية في دعم وتحفيز الشركات العاملة في هذا القطاع – لأنه قطاع بنية تحتية – ودعمه بشكل يضمن قدرة الشركات على البقاء في السوق والمنافسة وتقديم أسعار من شأنها التحفيز على الشراء للعميل، وللتاجر في التوسع والانطلاق.
همسة : “لا نستطيع حل المشاكل المستعصية بنفس العقلية التي أوجدتها , فالجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة” – ألبرت أينشتاين
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال