الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التحول الرقمي للموارد البشرية من المواضيع الهامة لدى العديد من المتخصصين في الموارد البشرية لما للتكنولوجيا من قدرة وإمكانية على تغيير صورة عمليات الموارد البشرية التي تعرفها جميع الشركات والمؤسسات بشكلها التقليدي. اليوم سنتعمق قليلاً في ظاهرة التحول الرقمي للموارد البشرية لنتعرف عليها وعلى أهميتها وكيف يمكننا القيام بها بشكل صحيح.
التحول الرقمي للموارد البشرية ببساطة هو عملية تغيير عمليات الموارد البشرية التشغيلية ووظائفها لتصبح آلية قائمة على التكنولوجيا وإدارة البيانات. وتتعلق عملية التحول الرقمي من ناحية بتحول عمليات الموارد البشرية ومن ناحية أخرى تحول فرق العمل وطريقة العمل، فعملية التحول تشمل المؤسسة أو الشركة ككل وليس مجرد عملية تحول في إدارة الموارد البشرية فقط، وهذا إذا ما كنا نسعى لعملية تحول رقمي ناجحة.
في بعض الأحيان تستسلم بعض الشركات لضغوطات المنافسين الذين قد تحولوا رقمياً، لذلك يشعرون بأن عليهم القيام بشيئ ما، فيقومون بإضفاء طابع رقمي على بعض عمليات الموارد البشرية لمجرد مسايرة منافسيهم. بالطبع هذا لا يعتبر تحول رقمي إنما مضيعة لوقت وجهد وأموال الشركة، فكل ما يتم بدون دراسة حقيقة لغرض التحول الرقمي لن يلبي أية احتياجات فعلية للشركة. وعلى النقيض فهناك العديد من الشركات التي قامت بعمليات تحول رقمي للموارد البشرية تساعد الشركة على تحقيق أهدافها ومن أمثلتها شركة Unilever حيث قامت بتغيير جذري في عمليات التوظيف من خلال تجريب عدد من الوسائل ضمن عملية التحول الرقمي مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت، واستخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة عمليات التوظيف الرقمية. وهناك شركة IBM أيضاً حيث قامت في تجاربها في عملية التحول الرقمي – من بين عدد من الأشياء الأخرى – بإنشاء منصة إلكترونية لموظفيها للتعلم والتدريب تمنحهم تجربة مخصصة بالكامل.
عملية التحول الرقمي للموارد البشرية تستغرق بعض الوقت، فتحول المؤسسة أو الشركة إلى كونها رقمية بالكامل لا يتم بين عشية وضحاها. لذلك يجب أن تمر بعدة مراحل لكي تتم بشكل صحيح بداية من المرحلة الحالية والتي يتم العمل فيها بالشكل المعتاد بالشركة، مروراً بمرحلة جمع التجارب المختلفة من جميع أقسام الشركة التي يمكنها دفع الشركة إلى الرقمنة الإبداعية. ثم مرحلة قياس تلك التجارب والأفكار الإبداعية التي تم جمعها على ميزان العمل، هل ستكون مفيدة ومناسبة لعمل الشركة أم لا، مروراً بمرحلة الخطة الاستراتيجية وتحديد خارطة طريق استراتيجية من خلال الجهود المشتركة لفريق العمل وتعاونهم، ثم تشكيل فريق عمل للتحول الرقمي لتنفيذ استراتيجة التحول وعملياتها المختلفة. وأخيراً أصبحت عمليات الشركة المرقمنة هي “عمل الشركة المعتاد Business as usual -” الجديد مع النظام الجديد للعمل. ومع تلك المرحلة الأخيرة تكون قد تغيرت عقلية الشركة والعاملين فيها وأصبحت مدركة لحقيقة أن التغيير الذي طرأ على عالم الأعمال وعالمنا بشكل عام في القرن الحادي والعشرين مستمر ومتزايد وأنه لكي تنجح أي شركة أو مؤسسة فيجب عليها أن تستمر في التكيف مع هذا التغيير.
في المقال القادم بمشيئة الله أصدقائي القراء سنتحدث عن كيفية البدء في عملية التحول الرقمي للموارد البشرية وما هي العناصر التي يجب أن نأخذها في الاعتبار قبل وأثناء وبعد عملية التحول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال