الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لطالما ارتبط مفهوم التدريب وحضور البرامج التدريبية والمؤتمرات بالسفر والاستجمام، أي باختصار “بتغيير جو العمل”. صحيح أن “تغيير جو العمل” يُعدّ جزء لا يمكن تجاهله أو تجنبه عندما يتعلق الأمر بحضور برنامج تدريبي خارج المملكة. ولكن من الضروري عدم إغفال الهدف الاساسي ألا وهو اكتساب معرفة أو مهارة جديدة من خلال حضور هذه البرامج أو المؤتمرات مع متدربين من مختلف القطاعات ومختلف بلدان العالم، فهذا يضفي مخزوناً معرفياً ومهارياً قوياً يتم اكتسابه من أفضل المماراسات في العالم.
إلا أنّه من المؤسف أنه يوجد من بيننا من يضع لمكان انعقاد الحدث أو النشاط أولوية تفوق مضمونه وأهداف المشاركة فيه. فالبعض منّا يقول مثلاً: (أريد أيّ دورة في لندن وأن تكون في شهر أغسطس)، وهنا يتضح لنا وبشكل واضح وجليّ أن الهدف الأوليّ من الرحلة هو الاستجمام مع الأسرة الكريمة أمّا التدريب والتطوير الذي تهدف إليه المنشأة فقد بات ثانويّاً.
كما تبيّن سلفاً، فالخروج عن جوّ العمل من خلال حضور دورة تدريبية هو جزء لا يمكن اغفاله، ولكن عندما يكون الهدف الأساسي هو مجرّد مفارقة جوّ العمل فعندئذٍ نكون قد وقعنا في المحضور.
في ظل التطور السريع الذي يمر به العالم، ودخول التقنية في جميع المجالات ومن ضمنها التدريب والتطوير، فإن التعليم الإلكتروني يغدو أحد الطرق التعليمية الرائعة التي يمكن استخدامها في مجالات معينة لنشر الوعي بين موظفي أيّ منشأة. فبالإمكان ومن خلال مقاطع تعليمية قصيرة قد لا تتجاوز ساعة من الزمن المساهمة في توصيل المعلومة بطريقة خفيفة وبسيطة من خلال تقنيات متعددة مثل تقنية ثلاثية الأبعاد “3D” أو مخططات المعلومات البيانية المعروفة بالإنفوجرافيك infographics. ومع التأكيد على فوائد الطرق الإلكترونية في التعليم والتدريب. إلا أنه لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنه من غير المفيد استخدامها في كلّ المجالات، فهناك مجالات يحتاج الأمر فيها إلى حوارات ونقاشات أساسية وتمارين جماعية عملية ولعب أدوار، مع العلم بأنه بإمكان الموظفين تخصيص ساعات في الأسبوع أو من خلال الاجتماعات الدورية الخاصة بفريق العمل، أن يستعرضوا أحد هذه الدورات الإلكترونية ومناقشتها بشكل جماعي، وبهذا نكون قد خلقنا جو تعليمي عام في الإدارة وفي المنشأة أيضاً في حال قامت جميع الإدارات بتطبيق هذا الأسلوب.
وهكذا نجد أنه بإمكان المنشأة نشر المعرفة في وقت زمني قصير لجميع الموظفين مع تقليل في التكلفة المباشرة، ويقصد بها على سبيل المثال تكلفة البرنامج التدريبي والمبالغ التي تدفع لمراكز التدريب والمدربين والإعاشة، وغير المباشرة والتي يقصد بها مثلاً تكلفة غياب الموظف عن العمل، فتكلفة الساعة العملية للإنجاز بعض الوظائف عالية جداً، ويمكن للمنشأة أن تنحرم مما يمكن لها أن تجنيه في الأيام التي لم يكن فيها الموظف موجوداً، وهذه قد تصل إلى ملايين الريالات، ولذلك فإن الحصول على المعرفة المطلوبة في مدة زمنية أقصر من خلال التعليم الالكتروني يجنّب المنشأة مثل هذه النتائج.
فكما ذكرنا في بداية هذا المقال، فإنه كلّما ربط الموظفون التدريب بالسياحة والاستجمام الخاصّ كلّما أصبحت مقاومتهم للتعليم الإلكتروني والوسائل التقنية الحديثة أقوى، وذلك حتى لا تتأثر أهدافهم الأساسية.
لذا نجد أن بعض الحلول مثل وضع مسابقات تحفيزية لجعل الموظفين يكملون الدورات التدريبية من خلال التعليم الإلكتروني حيث سيفيد هذا في جعل الموظفين يعتادون على هذه الطريقة من التعليم لتصبح مستساغة لديهم ويتقبلوها تدريجيّاً وبالتالي تتلاشى المقاومة ومن الحلول ما يكمن في الترغيب بإكمال البرامج التدريبية الإلكترونية وربطها بالبرامج التي تتطلب حضوراً، فعلى سبيل المثال، يكون حضور الموظف لدورة تدريبية مشروطاً بمتطلبات أساسية لا يمكن له تحقيقها إلا بالتعليم الإلكتروني. فالعالم يتحرك بديناميكية عالية وتطور رهيب في الأساليب التعليمية وغيرها، فيجب علينا التواكب معه خصوصاً في مجال التعلّم لكي ننهض ونسمو بأمتنا الشامخة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال