الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُعنى بالتجارة الالكترونية استخدام الانترنت والتقنية بشكل جزئي أو كلي لإدارة العمليات التجارية المختلفة وقد شهدت أواخر تسعينات القرن الماضي عندما أسست شركات مثل أمازون Amazon وايبايeBay محددةً ملامح التجارة الالكترونية الحديثة وقد تنامت منذُ ذلك الوقت حتى شملت أنشطة وأسواق مختلفة.
أما في ما يخصنا فقد كانت السنوات القليلة الماضية دليل نشوب سوق جديدة بمعدلات نمو غير اعتيادية وبرأيي إننا قد نكون قريبين جداً من بلوغ الذروة، وقد أخذت شكلين أساسيان فالاستفادة والتشغيل للتجارة الالكترونية .
١- التجار الأفراد : يتميزون بسرعة التحول للعمل واستخدامهم للحد البسيط الذي توفره شبكات التواصل الاجتماعي واستخدامها كقناة بيع وتسويق أساسية ووفقاً لتقرير نشر عن وزارة التجارة والاستثمار عن ارتفاع عدد المتاجر الإلكترونية المسجلة في خدمة “معروف” إلى 20 ألف متجر إلكتروني في 15 نشاط متنوع نهاية الربع الثالث من العام 2018.
٢-الشركات التقنية الناشئة : وهي التي تستخدم جميع الموارد المتاحة لها للعمل الكترونياً بشكل أساسي إما عن طريق تطبيقات الهاتف أو المواقع الالكترونية وتختلف فيما عن سابقتها بأنها تعمل بشكل احترافي وبقصد تحقيق الربح والتواجد في السوق واقتطاع نسبة منه . و هن ما سأفصل عنها في صُلب هذا المقال.
بناء الشركات الناشئة:
إن السيناريو الأكثر شيوعاً فيما يوافق بناء الشركات التقنية الناشئة ، هي تبادر الفكرة ومطاردتها من قِبل عدد محدود من المؤسسين ومن ثم العمل على إيجاد التمويل -وغالباً ما يتم تمويل هذه المرحلة من المشرع عن طريق المؤسسين – وتحويل الفكرة إلى منتجات أو خدمات يمكن الوصول لها عن طريق الانترنت وهذه العملية هي ما تشكل الانطلاقة الأولى لتكوين الشركات وتحقيق تواجدها في السوق التي ترغب باستهدافه والتي غالباً ما تستغرق أشهراً إلى سنة واحدة حتى يصبح من الممكن التعريف عن الشركة واستيعاب الغاية من وجودها سواء للمؤسسين أو العملاء .
وقد تنوعت الشركات التقنية السعودية في السنوات الأخيرة في غايات تكوينها وأسلوب مقاربتها للسوق
كما لاحظت أن أكثر الشركات قامت
-باستهداف الأسواق التقليدية (تحويلها تقنياً)
يعمل نموذج العمل هذا على إقحام التقنية بشكل إبداعي لحل مشاكل أسواق ومنتجات تقليدية اعتاد المستهلك على اقتنائها أو خدمات اعتاد استخدامها
ولأني لم أستخدم كلمة ( إقحام ) إلا لأنها تصف بشكل دقيق فاعلية هذا النموذج والمقاربة حيث تُعد استجابة المستهلكين لتغيير سلوك الشراء إلى السلوك الالكتروني غير مضمونة في كل الأحوال.
وبعض الشركات وهي بالتأكيد نسبياً أقل من السابقة
-تقوم باستهداف أسواق او قنوات بيع جديدة.
وهذا النموذج يُعتبر مغامر لأنه يقع على عاتقه نشر الوعي عن الخدمة او المنتج ضمن خططه التسويقية Awareness , وهذه الشركات غالباً ما تقدم خدمات من المستحيل أن تقدم للعملاء دون وجود التقنية.
وقد استهدفت اغلب الشركات الناشئة القطاعات التالية:
حلول المواصلات logistics ، قطاع الأغذية والمشروبات F&B ، التكنولوجيا المالية fintech
التجزئة retailing , خدمات الحجوزات bookings .
وفي نمط أخر أخذ مؤخراً ينتشر بين الشركات التقليدية في شتى مجالاتها.
-وهو قيام الشركات التقليدية باستهداف المتسوقين الالكترونيين ، عبر خلق قناة بيع إلكترونية أو التحول من التسويق التقليدي إلى أللالكتروني بالكامل أو توفير حلول التوصيل والاستلام وبالتأكيد إن هذا التحول يُعظم من مركز هذه الشركات ومن حصتها من عملاء قد لا يكونون من ضمن قائمة عملائهم ، إلا أن هذا بالتأكيد يُضعف ويؤثر عكسا على جميع الشركات التقنية الناشئة التي تقوم بنفس الخدمة أو تشاركها السوق مما يجعل استحواذ السوق والقدرة الربحية أصعب بكثير بسبب أن الشركات التقليدية لديها بيئة تشغيلية أفضل ووصول للسوق والعملاء بشكل أفضل ، ومستقبلاً ستعمل اغلب الشركات التقليدية على أن تصبح متواجدة في ساحة التجارة الالكترونية.
بأخذ اعتبار جميع المعطيات فأن تأسيس الشركات التقنية في السنوات القليلة الماضية كان سهلاً وأقل تكلفةً نسبياً إلا أن الطلب المتزايد على التحول التقني جعل التأسيس أكثر تكلفةً وصعوبة وسيستمر مستقبلاً
مما سيجعل (المستثمرين الملائكيين او المخاطرين -Angel investors ) -وهم غالباً من يقومون بالاستثمار في الأفكار الغير مُطبقة أو حتمية العائد – أكثر تواجداً وتأثيراً في بيئة التجارة الالكترونية .
ومستقبلاً وقد يكون من المحتم أن أي شركة ستحاول الدخول عليها أن تجد لنفسها ميزة تنافسية فارقة .
أما المرحلة العمرية للشركات الناشئة فتراوحت في المتوسط العام بين ٣-٦ سنوات ومن المؤكد مستقبلاً أن هذه المدة الزمنية ستتقلص.
الحلول التمويلية:
جميع الشركات الناشئة تعتمد بشكل أساسي على حصولها على مصادر للتمويل خارجياً وفي جميع المراحل التي تمر بها من التأسيس، وحتى النمو والتوسع وقد لا تزال خيارات التمويل محدودة أو صعبة الوصول إلا أن
انتشار صناديق رأس المال الجريء منذ ٢٠١٨ مستمرة على الرغم من أنها تقوم بدراسة استثماراتها الى الحد الذي يُحجم من خطر الاستثمار مما لا يجعلها بالضرورة استثمارات جريئة.
واتوقع أن مستقبلاً ستنشىُ كثيراً من شركات الاستثمار وكذلك البنوك صناديق خاصة بها كأذرع لتسهيل استثماراتها الجريئة في قطاع التجارة الالكترونية ومن المتوقع أن نشهد أشكال أخرى من الصناديق الاستثمارية مثل المحافظ الوقائية وغيرها وكلها ستساهم في تدعيم وتسريع العملية التمويلية للشركات الناشئة مما يساهم في تكوين قيمة حقيقية للسوق بمجمله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال