الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
فكرة تخصص شركة (أبل) في مجال صناعة الهواتف المحمولة لم تكن هي الأولى، بل سبقتها الكثير من الأفكار التي لم ترى النور، لكن قد تغيب عن أذهان الكثير منا. أحد تلك الأفكار القديمة كان مشروع (Icar). وبحسب بعض التقارير فإن “ستيف جوبز” كان متحمساَ للفكرة في بداية الألفية على اعتبار أنها تساهم في توجه الشركة نحو مزيد من التخصص. فاليوم مثلاَ نستطيع أن نقول إن هناك صورة ذهنية ربطت اسم الشركة بقطاع الاتصالات كلاعب رئيس فيه. ورغم أن البدايات لم تكن في ذات المجال، إلا أن عملية التحول تحسب للشركة كونها تمت بسلاسة ملحوظة، وساهمت في ترسيخ المكانة المرموقة للشركة. اليوم تعود الفكرة مجدداَ ولكن بصيغة مختلفة تتناسب ومتغيرات الأحداث وتطورها. ولعل السبب يكمن في أن رحابة مساحة العمل داخل المركبات يعطي الفرصة لتطبيق كثير من الأفكار التقنية بأشكال مختلفة.
اليوم نتابع المشهد يعود للساحة متمثلاَ في دراسة أبل الاستحواذ على شركة “تسلا” للمركبات الكهربائية. وللوهلة الأولى من سماعي للخبر، تبادر لذهني تساؤل حول عوائد هذا التوجه لكل من الشركتين، وحسناته، وسلبياته. بطبيعة الحال فإن كلا الشركتين تتشاركان في الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات وهذا يشكل نقطة التقاء تجمعهما، كما أن ذلك يعطينا مؤشر على أن بوادر النجاح يمكن أن تلامس هكذا مشروع عما قريب مع تراجع المبيعات للهواتف المحمولة خلال الأشهر الماضية. ومن جهة المتابعين للأسواق، فقد كانوا لفترة طويلة يترقبون ما يمكن أن نطلق عليه (فكرة آبل الكبرى الجديدة). فهل تكون هذه هي الفكرة التي ينتظرها الجميع؟ نحن نعلم أن أي استحواذ من هذا النوع سيتطلب عملية نحول جوهرية، يحتم تهيئة البنية المناسبة في قطاع جديد نسبيا على الشركة وهو قطاع النقل الذي تملك ” تسلا ” فيه ذراع القوة.
وهنا ينبغي أن نركز على أن القطاع ارتبط خلال السنوات القليلة الماضية بالنمو السريع للتجارة الإلكترونية، وهذا عامل جذب آخر للاستثمار. مؤخراَ تابعنا تحسن ملحوظ بدأ يطرأ على نتائج “تسلا” وهو ما يمكن أن يعزز من موقعها التفاوضي في حال كانت هناك صفقة من هذا النوع. لكن على الجانب الآخر يرى البعض أن مثل هذا الاستحواذ يعرض “أبل” لمزيد من المنافسة في أسواق هي في غنى عنها، فالجميع بات يطرق أبواب هذه الصناعة. وهؤلاء المحللون يرون أن الأكثر مناسبة هو استثمار الشركة في قطاع الإنتاج أو قطاع الإعلام، والذي بدوره يرفع من مدى تنافسيتها في مجال عملها الحالي. وهم يرون أن ما تحتاجه تسلا في المرحلة المقبلة هو رئيس تنفيذي قادر على إخراجها من المأزق المالي الذي تعيشه، وبالتالي فإن “تيم كوك” الذي كان قد لعب هذا الدور بجدارة في شركة “أبل” حتى في ظل وجود ستيف جوبز -واضع شركة أبل على مسارها الصحيح- سيشكل ثنائي قادر على الرؤية المستقبلية مع تحقيق النتائج الإيجابية والأرباح على أرض الواقع. فالرجل متخصص في سلاسل الإمداد وعلى درجة عالية من المعرفة في هذا الجانب المهم في هذه المرحلة. خلال الفترة الماضية لم تقم شركة “آبل” بإحداث تطور ثوري في الصناعة كما فعلت خلال طرح الهواتف المحمولة، وهنا يأتي دور هذا المشروع الذي تعول عليه الشركة ليعيد لها مكانتها مجددا في الأسواق. ما يمكن أن نشاهده في حال تمت صفقة كهذه هو الالتفات للمكونات التي تملكها تسلا، وتوحيدها وتنظيمها حتى يخرج لنا منتج جديد يفاجئ الجميع. وعموماَ فإن كل هذه تبقى تحليلات، وما علينا نحن إلا أن ننتظر ونتابع، فكل شيء في هذه الصناعة يتحرك أسرع مما نتوقع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال