الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كنت قد تحدثت في إحدى المقالات الشهر المنصرم حول التحول الرقمي للموارد البشرية – يمكنك الإطلاع على المقال فضلا (أضغط هنا) – وما هي مراحله التي يمر بها إذا ما كنا نسعى لعملية تحول رقمي ناجح في الشركة أو المؤسسة. اليوم نستكمل عملية التحول الرقمي في الموارد البشرية بكيفية البدء بشكل عملي، فالمراحل التي ذُكرت في المقال السابق تبدو جيدة من الناحية النظرية، لكن يجب الاهتمام بالجانب العملي وخصوصاً عند اتخاذ الخطوات الأولى نحو التحول الرقمي.
أولاً وقبل كل شي يجب أن نضع هدفاً محدداً وواضحاً وبالطبع يجب أن يكون منطقياً من منظور الأعمال، بحيث يكون هذا الهدف في معظم الوقت هو بوصلتنا نحو حل مشكلة تواجه الموظفين. لذلك في عملية التحول الرقمي يجب أن يكون التركيز دائماً على الموظف فهو المستخدم النهائي لما ستسفر عنه عملية التحول، لذا ينبغي أن تسمح لموظفيك بتجربة واختبار أي تكنولوجيا جديدة بأنفسهم أولاً قبل اعتمادها وتنفيذها.
ثانياً يجب أن يعمل في عملية التحول الرقمي جميع المعنيين والمسئولين بالشركة أو المؤسسة، لأن الأمر يتعلق بالموارد البشرية والذي من شأنها التأثير على الشركة بأكملها. ومن هذا المنطلق نحن بحاجة إلى كل الدعم الذي يمكننا الحصول عليه من جميع الأطراف داخل الشركة حتى نستطيع أن ننجح في عملية التحول.
ثالثاً البدء بشكل صغير ومبسط، ومع مرور الوقت تتضح النقاط والمجالات الأهم والتي يجب أن نركز عليها بشكل أكبر. فعندما ننظر إلى مجالات الموارد البشرية التي يمكن أن نركز عليها في عملية التحول الرقمي نجد الإختيار والتوظيف، التدريب الداخلي، التعلم والتطوير، إدارة كشوف المرتبات، وما إلى ذلك. كل هذه المجالات يمكن أن يتم العمل عليها في عملية التحول الرقمي ورقمنة عملياتها، لذلك ينبغي علينا أن نتحدث مع بعض الموظفين والمعنيين بالشركة وسؤالهم عما يعتقدون أنه يجب أن يكون له الأولوية من تلك المجالات، فالبدء بشكل مبسط وصغير ينقلنا في النهاية إلى تحول كامل ناجح وغير متهور.
رابعاً وبعد اختيار المجالات التي سنبدأ بها سيكون لدينا قائمة كبيرة من الأفكار لرقمنة تلك المجالات، لذلك يجب أن نعطي الأولوية للأفكار على أساس التأثير والجهد، فنبدأ بالأفكار ذات التأثير العالي على الأعمال إذا ما نفذت، وذات جهد منخفض بحيث لا تتطلب الكثير من الوقت والمال لتنفيذها وتكون سهلة التطبيق. هذا سوف يساعدنا على رؤية وبناء التحول الرقمي من منظور أهميته للعمل بشكل صحيح، كما ينقلنا بشكل أسرع لإتمام عملية التحول.
خامساً تقييم الأداء. فبعد تجربة تطبيق التقنيات الرقمية وتنفيذها، لا يكون الأمر منطقياً إذا لم ننظر إلى نتائجها، وبالتالي نحن بحاجة إلى إجراء تقييم شامل للتقنيات والأساليب التي تنجح وغيرها التي لا تنجح، فتلك هي الطريقة الوحيدة التي تقودنا لحل المشكلات التي تواجهنا مع الحلول الرقمية الجديدة بشكل فعال وصحيح.
سادساً يجب أن نعمل على تغيير ثقافة العمل بالشركة أو المؤسسة، فالتحول الرقمي للموارد البشرية وكجزء من التحول الرقمي للشركة أو المؤسسة بأكملها لا يعتمد على التكنولوجيا الرقمية وحدها، بل يعتمد أيضاً على عقلية كل المعنيين بالشركة. فوجود العقلية الرقمية بداية من الموظفين الجدد حتى الإدارة العليا عامل ضروري لنجاح عملية التحول الرقمي.
أخيراً يجب أن نعلم أن التحول الرقمي ليس اختيارياً في عالم يتحول إلى الرقمنة بوتيرة سريعة، والشركات والمؤسسات التي لا تواكب هذا التطور بالتأكيد ستصبح في طي النسيان، والأمثلة على ذلك على مستوى المنطقة والعالم كثيره. فالتغيير هو الشيء الثابت والمستمر الوحيد بالحياة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال