الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عادة ما يطلق السياسيون نكات تتسم بالذكاء والمواربة؛ لأهداف سياسية معينة، وغالبا ما تكون تلك النكات هروبا من المواقف القاسية إن قيلت بعبارات جادة ومباشرة. لكن أن يطلق سياسي نكتة غبية، وتوقع بلاده وشعبه في موقف صعب فذلك ما لا أفهمه، ولا يعنيني أن أفهمه.
جبران باسيل تحدث عن العمالة السعودية في لبنان ولا يمكن لعاقل أن يأخذ كلامه بشكل جاد. ظاهر كلامه عادل ومنصف فحق العمالة اللبنانية في لبنان مقدم على أي عمالة أخرى أيا كانت حتى على العمالة السعودية!!!! لن أجادل باسيل في ذلك الحق، ولن أجادله فيما يعرفه جيدا بعدم وجود عمالة سعودية في لبنان عدا موظفي السفارة السعودية الذين لا أدري إن كان وزير الخارجية اللبناني غير راغب بوجودهم في بلده؟!!
الحقيقة أن باسيل قدم لمسؤولينا خدمة مهما شكرناه عليها فلن نوفيه حقه، حيث أن كل إجراء يتخذ لإصلاح سوق العمل السعودي الذي يعاني من احتلال كامل من قبل العمالة الوافدة، وليس مجرد مزاحمة للعمالة السعودية؛ يقابل بهجوم شرس وصل بعضها حد اتهام السعودية بالعنصرية والظلم ومحاربة العمالة الوافدة في أرزاقها، وكأن أبناء السعودية لا حق لهم في وطنهم، وكأن السعودية مِلك مشاع لكل من ضاق عليه وطنه.
كلام باسيل وقبله فيديو المهندس اللبناني المُسرح من إحدى الشركات السعودية هما قاعدتا علاقة العمالة الوافدة بالسعودية، وهما ما يجب ترسيخهما والعمل على أساسهما مع العمالة أيا كانت.
فالقاعدة الأولى أن أبناء السعودية أحق بالأعمال في وطنهم، وأنهم مقدمون على غيرهم دون حرج ولا ضغينة تجاه أحد. كما أن أبناء كل بلد لهم الحق في بلدهم مقابل أي أحد.
القاعدة الثانية أن من يعمل في السعودية يجب أن يكون مأمون الجانب تجاه السعودية وأهلها، وألا يمثل خطرا على الأمن القومي السعودي. وأن من حق السلطات السعودية اتخاذ كافة الإجراءات النظامية اللازمة لضمان عدم تشكيل العمالة أي خطر على أمنها واقتصادها، والعمل على محاكمة وإبعاد من يثبت خطر وجوده في المملكة من أي جنسية كانت.
شكرا باسيل لأن تصريحك سيرفع الحرج عن مسؤولينا في تعاملهم مع العمالة الوافدة واللبنانية على وجه الخصوص، فلن يجرؤ أيا منهم قول ما قلت بحق السعوديين في وطنهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال