يا هيئة السوق .. 5 أشهر كثير على المساهمين

الفترة الزمنية لإعلانات النتائج المالية للشركات المدرجة من نهاية اخر يوم لاعلانات الربع الثالث والى فترة اعلان النتائج السنوية بحاجة للمراجعة، فمن غير المنطقي اعطاء الشركات المدرجة فترة قد تصل الى 5 اشهر لإعداد النتائج. الاعلانات الربعية للنتائج تهدف الى ابقاء المساهمين على اطلاع دائم بحالة الوضع المالي للشركة وشرح اي تطور خارج عن السياق المعتاد لأعمالها وايضا استعراض تطورات الشركة المتعلقة بالمشاريع الحالية والمستقبلية. 

المهلة اعطيت في 2018 لمساعدة الشركات على التحول الى المعايير المحاسبية الدولية، وايضا مساعدة المراجعيين الخارجيين معهم. ولكن تمديدها لعام آخر يضر السوق اكثر مما يفيده. فالتأقلم مع المعايير المحاسبية الدولية بحاجة الى حل ( جذري) وليس صوري، والحل الجذري يقتضي تطوير الانظمة المالية للشركات، ويقتضي ايضا تطوير مكاتب المراجعة الخارجية والأخذ بها لمستوى متقدم يضاهي طبيعة أعمال الشركات التي تراجعها. 

ومن المناسب تظافر جهود هيئة السوق المالية والهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين ومؤسسة النقد العربي السعودي وغيرها من الاطراف ذات العلاقة لأخذ مكاتب المراجعة للمستوى المطلوب لتتوافق مع مستوى تعقيد أعمال شركاتنا المدرجة والتي لإكثر من 70% منها نشاط دولي. 

وقد يكون من المناسب ايضا حث مكاتب المراجعة الصغيرة على الاندماج لتكوين مكاتب مراجعة كبيرة تستطيع القيام بأعمالها دون الاخلال بضرورة الافصاح عن النتائج المالية في وقت مناسب. اما ابقاء وضع مكاتب المراجعه كما هي وتمديد فترة الافصاح لنتائج الربع الرابع والنتائج السنوية لستة اشهر فغير منطقي وينعكس بشكل سلبي على شفافية السوق وحوكمته. 

كثير من الشركات استغرقت حوالي الخمسة اشهر من تاريخ اعلان نتائج الربع الثالث الى تاريخ اعلان النتائج السنوية، ونتمنى ان لا نرى الامر نفسه في عامنا هذا والأعوام التي تليه. لاسيما انه من المتوقع ان يتضاعف عدد الشركات المدرجة بأكثر من 200% (على الأقل) في الخمس سنوات القادمة، وهذا يتطلب جهد كبير في تهيئة المراجعين الخارجيين لتحمل دورهم في تهيئة القوائم المالية في الوقت المناسب وبما يصب في مصلحة حوكمة السوق بشكل كلي.

ويجب ان يكون لهيئة سوقالمال دور في هذا. فالمطلوب في المرحلة القادمة حلول جذرية وليست حلول شكلية، فالدعم من الدولة لا حدود له، والامكانات البشرية متاحة، لا ينبغي ان يمنعنا شي عن معانقة السماء.