الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المشاهير يعتبرون أحد وسائل الإعلان المعتمدة والفعالة منذ القرن التاسع عشر. بل هم وسيلة فعالة ومؤثرة لزيادة المبيعات ولتعزيز موقع العلامة التجارية. ويقال أن هذه الوسيلة بدأت منذ أن انتشر عن الملكة اليزابيث تفضيلها لعلامة كاديبوري التجارية. واستمرت تلك الوسيلة وتطورت عبر التاريخ وتعدى الأمر من مجرد اعلان لمشهور عن منتج أو علامة تجارية معينة، ليصبح الأمر أكثر تعقيداً في ظل العولمة والانترنت، بأن يصبح المشهور المتحدث الرسمي للعلامة التجارية في وسائل الإعلام. وتشير الدراسات بأن 20% من اعلانات التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية هي لإعلانات المشاهير، بل أن كثير من هؤلاء المشاهير وجدوا بأن المجال خصب ومربح لإطلاق علاماتهم التجارية الخاصة وكثير منهم نجح في ذلك.
وأظهرت الدراسات الخاصة بهذا الموضوع عن الأثر الإيجابي الكبير الذي ينعكس على قيمة العلامة التجارية حينما تكون الصورة الذهنية للعلامة التجارية ايجابية ويرافقها صورة ذهنية ايجابية للمشهور. بل إن كثير من الدراسات بينت أن المستهلكين مستعدين لدفع سعر أعلى بسبب أن المشهور الظاهر في حملة اعلانية يتميز بصورة ذهنية ايجابية محترمة. بل يتعدى الموضوع لأكثر من مجرد سلع وخدمات وعلامات تجارية إلى أبعد من ذلك. فقوة المشاهير لها تأثير حتى على الأوطان والأديان. فإذا كان الفرد العادي هو مسوق لوطنه ولدينه في الخارج وذلك بحسن خلقه وسلوكه، فالمشاهير هم كذلك وبأثر أقوى. ففي دراسة حديثة ظهرت عن اللاعب المصري المسلم محمد صلاح وأثره الإيجابي على انخفاض جرائم الكراهية في مدينة ليفربول وانخفاض التعليقات المعادية للمسلمين على الانترنت بنسبة كبيرة. ومن المتوقع أن أثر محمد صلاح الإيجابي وصل لتحسين صورة بلده والتسويق لها وتعزيز السياحة فيها.
لدينا في السعودية نموذج حي عن قوة المشاهير في التسويق في هذا الجانب. فالفنان محمد عبده مثال على ذلك. فعندما نتحدث عن التسويق للسعودية خارجياً، فتاريخه الكبير وأغانيه وألحانه المتنوعة تشكل معزوفات وقطع فنية تعبّر وتعرّف عن لهجات ومناطق السعودية بجنوبها وشمالها وشرقها وغربها ونجدها. فكم سمعنا أغاني ومعزوفات لمحمد عبده تُغنّى في أقصى الشرق والغرب وتَعَجّبنا من طريقة وصول تلك المعزوفات والأغاني إليهم.
وأما في الداخل، فيندرج تحته أمرين، فأما الأول، فهو تسويق داخلي للفعاليات والأنشطة داخل السعودية، فمثلاً فعالية “مواسم السعودية” المقامة في الفترة الماضية والتي من ضمن أهدافها تعزيز السياحة الداخلية وإيجاد أنشطة جاذبة محلياً، فكان الفنان محمد عبده حاضراً بلا منازع في ثلاثة مدن على الأقل، نفذت تذاكر حفلاته خلال فترة قصيرة جداً من اطلاقها، فعن أي تسويق داخلي نتحدث.
وأما الأمر الثاني، فهو مشاعرك أيها القارئ الكريم عندما تسمع أغنية “فوق هام السحب وان كنتي ثرى”، أو تسترجع مشاعرك أيام غربتك حينما تسمع ” آه،، ما ارق الرياض تالي الليل”، وآخرها حينما تسمع أغنية” تبي سلمان،، ناظر في السما.. كانك تبي سلمان..تخيب ايديك ما طلته…ولا طالوه أسلافك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال