الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الإدارة ما بين سندان المكافأة المرجوة ومحدودية الميزانية
“إن الله يحب ‘ذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، حديث شريف.
على أرض الواقع العملي المعاش، هناك مدرستان في طريقة التعاطي والتعامل مع الآخرين:
“المدرسة الأولى”:
تقوم على حسن الظن بالطرف الآخر. أتباع هذه المدرسة يرون بأن الاخر بريء, حسن النية، ومحسن لعملة, حتى ان يثبت هو العكس.
“المدرسة الثانية”:
أتباع هذه المدرسة يرون بأن الاخر، آيا كان ذلك الاخر، هو محل ريبة وشك، حتى ان يثبت العكس. باختصار، اتباع هذه المدرسة, يؤمنون بأن الطرف الأخر مذنب حتى تثبت براءته.
للأسف الشديد، يتبنى الكثير من الرؤساء المسؤولين في منشآت الاعمال، المدرسة الثانية، مدرسة الريبة والشك، وسوء الظن الظاهر، اتجاه الكثير او البعض من مرؤوسيهم، من الذين يعملون تحت اداراتهم.
على الرغم انهم (الرؤساء المسؤولين)، لا يملكون سبب حقيقي يبرر سوء ظنهم في مرؤوسيهم، إلا ان الدافع الرئيسي الذي يدفع مثل هؤلاء الرؤساء إلى اعتماد مبدأ سوء الظن كسياسة متبعة، واسلوب تعامل مع عموم العاملين في المنشاة، يعود إلى عدم قدرة هؤلاء المسؤولين على إظهار الرضى، والتماس حسن الظن في تعاملهم مع مرؤوسيهم!
حيث ان هناك وللأسف الكثير من المدراء المسؤولين، من هم على قناعة تكاد ان تكون تامة، بأنهم في حالة اظهارهم لأي نوع من الرضى اتجاه المرؤوسين، سيترتب على إظهارهم ذلك الرضى، امتنان ملزم اتجاه مرؤوسيهم. امتنان لا يملك هؤلاء المسؤولين امر تقديره، او الثناء عليه و مكافئته .
لذلك يميل كثير من هؤلاء المدراء المسؤولين من رؤساء ومدراء الى اعتماد منهج سوء الظن الظاهر كوسيلة لتوبيخ الموظف، والتملص من تقديم المكافأة المنتظرة منهم اتجاه مرؤوسيهم.
المكافأة التي كما اسلفت، في كثير من الأحيان، لا يملك هؤلاء المدراء المسؤلين، الميزانية اللازمة لتفعيلها وتطبيقها على ارض الواقع، داخل منشأتهم.
هؤلاء الرؤساء المباشرين، يعلمون في بواطنهم بأن ليس هناك ما يثير الريبة، الشك، او التقصير في أداء غالبية الموظفين، لكنهم (الرؤساء المباشرين)، يلجؤون إلى اعتماد أسلوب التوبيخ النابع من سوء الظن الظاهر فقط، وذلك للتصدي لطلبات الموظفين المرؤوسين وتطلعاتهم.
فهم (الرؤساء المسؤولين) بين سندانين، سندان محدودية الميزانية المتوفرة لمكافئة الجميع من جهة، وسندان تطلعات صغار الموظفين من جهة اخرى.
خطورة استخدام المدرسة الثانية (سوء الظن، الملامة، والتوبيخ)، في طريقة التعامل مع الموظفين والعاملين في المنشأة، تكمن في خلق حالة من الشعور بسيانية الامر “الا فرق”، واستشراء ذلك الشعور السلبي في المنشأة بين العاملين. فقط مزيد من الملامة، الانتقاد، والتوبيخ من قبل رؤساءهم.
عزيزي القاريء الكريم، لك ان تتخيل رداءة المنتج النهائي، وسوء نوعية الخدمة المقدمة، من قبل مصنع ذلك المنتج أو مقدم تلك الخدمة، خاصة عندما يكافأ ذلك المرؤوس على عمله بشيء من الملامة، وقدر من التوبيخ، او في احسن الحالات عدم الاكتراث من قبل رئيسة، وهذا بغض النظرعن حجم، درجة، ونوع العطاء المبذول من قبل ذلك المرؤوس.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال