الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مقالي السابق ذكرت ان اهم عنصر في صناعة النقل الجوي هو شركات الطيران الوطنية. فإن عدم وجود ناقلات جوية تعمل بطريقة محورية لربط القارات بعضها البعض عن طريق رحلات جوية منتظمة، سيؤدي ذلك لمحدودية مساهمة قطاع النقل الجوي في الاقتصادالوطني وهو ما لا يحقّق الرؤية الواعدة لمملكتنا الحبيبة 2030 والتي تهدف الى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كداعم أساسي للاقتصاد الوطني.
ولكن واقع ناقلات الوطنية بعيد كل البعد عن تحقيق ذلك، حيث لم تتجاوز مساهمة قطاع النقل الجوي حاليا أكثر من 4.6% من الناتج المحلي حسب تصريح سعادة مدير عام الخطوط الجوية السعودية في مؤتمر الطيران المدني المنعقد مؤخرا في عاصمتنا الحبيبة. وهو رقم ضئيل جدا في ظل الفرص الكبيرة المتاحة والمتوفرة لناقلاتنا الوطنية. في الوقت الذي تساهم الناقلات الوطنية لبعض من الدول المجاورة أكثر من 20% في ناتجها المحلي إذ يتضح جلياً من خلال محدودية عدد الوجهات الدولية لجميع الناقلات الوطنية مقارنة بالناقلات الإقليمية المجاورة والتى بلغت عدد احداها اكثر من 300 وجهة دولية.
الجدير بالذكر أن لدينا ناقلات وطنية لديها إمكانيات عالية وقوية لا تقل عن مثيلاتها بشي ولكن لم تستغل بالشكل المناسب. وذلك بسبب عدم استغلال اسطولها الجوي بالشكل المناسب لتسيير رحلات دولية بشكل فعال للدول ذات الحركة الجوية المرتفعة واستغلال الموقع الجغرافي المتميز للمملكة العربية السعودية. وهنا نتسال عن دور الهيئة العامة للطيران المدني بصفتها المنظم والمشرع لهذا القطاع من خلال الاستراتيجية المتبعة في الترخيص للناقلات الوطنية وتقديم كافة وسائل الدعم لتحقيق الأهداف المرجوة من الترخيص لها.
والملاحظ انه تم الترخيص موخرا لعدد مِن الناقلات الوطنية تقوم بتسيير رحلات جوية خجولة داخليا وخارجيا تكاد ان تكون معدومة حيث لم يتم اضافة اَي قيمة اقتصادية مجدية من الترخيص لها. وذلك لاعتمادها بشكل كبير على الحركة البينية للمسافرين من والى مطارات المملكة الحبيبة وهو ما يعرف بالحرية الثالثة والرابعة في اقتصاديات صناعة النقل الجوي .
ومن وجهة نظر متواضعة أرى أن تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بتغيير استراتيجيتها التشغيلية للناقلات الوطنية بحيث تكون تكاملية وليست تنافسية الى حدا ما، والعمل على مساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني بشكل اكبر وفعال. وفِي مقالي القادم سوف اتحدث عن مفهوم الناقلات المحورية باستخدام الحرية السادسة وكيف يمكن للناقلات الوطنية العمل على زيادة الحصة السوقية والتي هي في متناولها ولكن للأسف تم الاستحواذ عليها من قبل الناقلات الإقليمية الاخرى في ظل التراخي التي تعيشه ناقلاتنا الوطنية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال