الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بلغت نسبة البطالة بالمملكة في اخر نشرة لسوق العمل الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء 12.5% للربع الاول من عام 2019، وهي نسبة تعتبر افضل من الفترات السابقة ولو بشكل طفيف ، ولكن لا يزال الطريق وعرا ومحفوفا بالمخاطر لوصول نسبة البطالة الى مستوى 7% والذي يعتبر احد أهداف رؤية 2030، وكما للبطالة مسببات متراكمة فهنالك أيضا لها حلول قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لعل أهمها خلق وظائف جديدة وإحلال وظائف اخرى او ما يعرف بالتوطين، لكن لازال هنالك بابا لم يُطرق بعد للسيطرة على البطالة بالشكل المطلوب الا وهو التدريب الموجه.
حيث يبلغ عدد من يبحثوا عن عمل بالمملكة حسب الاحصائيات الاخيرة 970 الف شخص، 82% منهم إناث بعدد يبلغ 798 الف أنثى، و 18% فقط منهم ذكور بعدد يبلغ 172 الف ذكر، ولو تمعّنا في هذه الإحصائيات لوجدنا ان 83% من الإناث موزعين في مستويين تعليميين فقط : 60% منهم من حملة البكالوريوس و 23% منهم من حملة الثانوية العامة، كما ان 82% من الذكور أيضا موزعين في مستويين تعليميين فقط: 33% منهم من حملة البكالوريوس و 48% منهم من حملة الثانوية العامة.
ولو أبحرنا اكثر في تخصصات هؤلاء الباحثين عن العمل لوجدنا ان تخصص 34% من الإناث هو دراسات إنسانية و17% منهم علوم تربوية وإعداد معلمين، بينما 17% من تخصصات الذكور هي دراسات إنسانية، و 22% أعمال تجارية وإدارة، و 11% تكنولوجيا معلومات وحاسب الي، و13% هندسة ومهن هندسية، لذا فنحن أمام جيل واعد تحصّل على تعليم أساسي جيد ولكن بذات الوقت اغلب تخصصات هذ الجيل ومستويات تأهيله لا تواكب متغيرات ومتطلبات سوق العمل.
والطامة الكبرى هي ان 99% من الإناث الباحثين عن عمل لم يسبق لهم التدريب اطلاقا، و87% من الذكور الباحثين عن عمل لم يسبق لهم التدريب أيضا، وهذه نسب مرعبة حَرّي بنا اخذها بعين الاعتبار فورا، كونها توضح الخلل المباشر الذي اوصلنا لما نحن عليه وهو انعدام التدريب.
ومما سبق، فلم لا نستهدف من يبحثوا عن عمل بشكل يحاكي افضل تطبيقات وممارسات الموارد البشرية، وذلك عبر اختبار ميولهم وقدراتهم بناء على تخصصاتهم ورغباتهم ومؤهلاتهم العلمية من جهة، وحصر الفرص الوظيفية المتاحة على المدى القصير في كافة القطاعات للجنسين من جهة اخرى، ومن ثم يمكننا إعداد مسارات تدريبية تأهيلية (قصيرة) موجهة لهذه الفئة ومقننة بتخصصات محددة تواكب تطلعات سوق العمل الحالية كي يستقبل هؤلاء الباحثين عن عمل بحلّتهم الجديدة، كون إنعدام التدريب هو إنعدام لجاذبية الموظف لدي صاحب العمل قبل اَي شيء.
كما أن ذلك له اثر مباشر في ضعف الخدمة المقدمة من الموظفين وسوء إنتاجيتهم وبالتالي تسربهم الوظيفي الذي يعيدنا الى المربع الأول، فإلى متى والتدريب لدينا عبارة عن ردود افعال لمواقف معينة وليس افعال نحن من يأخذ بزمام مبادرتها.
الخلاصة : قد لا نستطيع منع هطول الأمطار، لكن باستخدام المظلة نستطيع التكيّف والمضي قُدما
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال