الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
السيدة التي ترتدي (الكيمونو) الياباني يجب أن تظهر في كامل أناقتها وهي تهم بالركوب في المقعد الخلفي من المركبة. هذه الجملة التي أبدأ بها مقالي اليوم ليست من تعبيري، ولم أكن حتى لأطلع عليها قبل التفكير في كتابة هذا المقال، لكنني التقطتها من أحد المقابلات الشخصية لمسؤول رفيع في شركة (تويوتا) العريقة. الرجل كان بصدد استعراض أدق التفاصيل في صناعة مركبة تحمل علامة تجارية ربما لا تستحضرها أذهاننا، لكنها في اليابان بمثابة رمز لتراث عريق، وهي في نظر المواطن الياباني منافس من الطراز الرفيع للكثير من السيارات الفارهة وعلى رأسها (رولز_ رويس). المركبة التي أتحدث عنها هنا هي (CENTURY) وبدأ انتاجها في الستينات من القرن الماضي.
ولأنني اليوم أشير لثقافة عريقة وإرث حضاري قديم ومتأصل لدى هذا الشعب، فيجب أن ألفت النظر هنا إلى أن فخامة المركبة تزداد بحسب المفهوم الياباني عندما تكون المقاعد الوثيرة مصنوعة من الصوف وليس الجلد كما هو سائد في كثير من الثقافات. لا أرغب بالتوسع في الحديث حول هذه المركبة وصناعتها حيث أن ذلك ليس موضوعنا هنا، ولكن يهمني أن أشير بشكل بسيط إلى تعريف (الكيمونو) قبل أن أتوسع في الحديث حول تقدير ثقافة هذا البلد. فالكيمونو باختصار هو رداء ياباني تقليدي ترتديه السيدات اليابانيات في بعض المناسبات الرسمية.
إلى هنا قد يبدو لك الموضوع طبيعي وليس فيه أي غرابة، إلا أن الصحافة فاجأتنا هذا الأسبوع بخبر يفيد بأن النجمة العالمية (كيم كارديشان) تسعى لتسجيل الاسم كعلامة تجارية لأحد خطوط الأزياء الخاصة بها. وهي تحاول بذلك الاستفادة من التشابه الكبير بين اسمها وهذا الرمز لثقافة يابانية عريقة. أثار الخبر حفيظة الكثير من المختصين وكذلك غير المختصين بصناعة الأزياء في اليابان، وبدأوا في توجيه الانتقادات اللاذعة لهذه النجمة التي لم تراعي ثقافة بلد يهتم بالتاريخ والموروث الحضاري لأبعد حد. رغم أن هذا يفترض أن يكون أساس معلوم بالضرورة في طرح أي منتج جديد في الأسواق. ومن بديهيات اختيار اسم علامة تجارية. وكل ذلك يحدث في ظل الانفتاح المعرفي وفي وقت تتجه فيه أنظارنا جميعاَ إلى دولة اليابان لمتابعة أحداث ولقاءات مجموعة العشرين.
وبهذه المناسبة فقد أسعدني جداَ أن أعلم أن الابتكار سيكون ضمن المحاور المطروحة للنقاش والحوار في هذه القمة، لذلك لا تستغرب إذا ما علمت بأنه يتم استعراض عشرين ابتكاراَ تحولت إلى منتجات فعلية، من بينها آلات لإزالة حطام الأقمار الصناعية من الفضاء كما أشارت بعض المواقع. إضافة إلى ذلك فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياة البشر والتطور السريع في هذا المجال، وإسهامها في تحسين المستقبل لن تغيب عن الأجندة. وعندما نتحدث عن قمة بهذا الحجم، فنحن نعلم أنها لا تغفل البيئة والتجارة والاستثمار وما يتعلق بالاقتصاد العالمي من جوانب مختلفة. والأهم من كل ذلك ، هو أننا في العام القادم ننتظر انعقاد هذه القمة المهمة في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية، وهي مناسبة عزيزة على كل مواطن ومقيم في هذا البلد، يعمل بشكل دؤوب على تحقيق هذا الحلم. ومع استشراف هذا المستقبل الجميل الذي يزداد جمالاَ مع كل يوم جديد، فعلينا أن نعلم أن كل منا مسؤول عن نجاح هذا الحدث، والتسويق له بدءا من هذا اليوم وكل فيما يخصه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال