الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التقارير المحاسبية غالباً ما تصنف إلى نوعيين رئيسيين أحدها للإدارة وآخر وفقاً للمعايير المحاسبية وارتباطاتها بالقوائم المالية. هذه التقارير قد لا تتكافئ من ناحية الكيفية ولا الكمية. لكن هل يوجد علاقة بين ربحية الشركة وكثرة تقاريرها؟ طبعاً الوصول الجزمي جداً صعب ويحتاج إلى كثير من التحليل والبحث. المهم هو مشاركة الرأي والتجربة لعلها تثري الواقع العملي.
الملحوظة الأولى أن هناك كثير من التقارير الحالية في كل شركة تُطلب وبشكل دائم على رغم قلة جدواها الفعلي. أذكر أحد التجارب أن هناك تقريراً يطلب بشكل شهري ويحتاج لتجميع بين عدة تقارير مختلفة وقد يستهلك هذا التقرير يوماً كاملاً، بدأت في التساؤل من يقرأ هذا التقرير؟ ومن يهتم به؟ وما الأثار المتوقعة؟ فاكتشفت أنه لا يوجد شخص مؤمن بدقة هذا التقرير لأجل عوامل مرتبطة بطريقة خصخصة النفقات العامة! يعني هذا التقرير في نهاية المطاف “ماله داعي” مع العلم أنه يُعمل به لأكثر من 6 سنوات والإدارة مهتمة به بشكل ملحوظ. هذا التقريرعبارة عن تكلفة إضافية (موظف يُعد التقرير ونظام لإعداده وإدارة لتناقشه) والعائد منه خسارة على الشركة.
الملحوظة الثانية أن كثرة التقارير تُحيل الإدارة العامة إلى كيفية إظهار التقرير(تجميل ظاهري) وقد يقود إلى تقليل أهمية العلاج الحقيقي للعمليات التشغيلية والاستراتيجية. هذا الإرهاق الذهني والوقتي للموظفين كثيراً ما يجعلهم محبطين لأنهم آمنوا ولو بصورة غير مباشرة أن هذه التقارير عبارة عن عرض فقط لا يلامس الاحتياج الحقيقي. بل الأسوء أن تجد المدير التنفيذي أو المدير المالي التنفيذي قريب شخصياً من “راعي التقارير” متجاهلاً غيره من الأقسام لأنه الوحيد يجيد اتسجلاب هذه الأرقام بقوالب تتناسب مع ذوق الإدارة.
الملحوظة الثالثة أن قلة التقاريرأو قلة تكراريتها تعيق المدراء التنفيذين من اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت اللازم، سيكتشف أن هناك خلل لكن بعد زمن ما، أي ” بعدما يقع الفأس على الرأس”. سألت أحد مُلاّك مؤسسة صغيرة عن مدى ربحيت عمله التجاري فقال كل شيء تمام! قلت له كيف عرفت؟ وبعد مدّ وجزر في النقاش، تبيّن أن القياس كان عبارة عن مدى النقد الذي يحصله من محلاته في كل يوم! من الجيد أن تضع الشركة/المؤسسة تقارير ثابتة تقيس فيه ربحية الأداء على الأقل ربعية ويضاف معها تحليل لسبب الاختلاف بين الميزانية السنوية والواقع، وتقرير عن واقع التحصيل والديون، وتقريرعن أهم المصاريف والنفقات.
الملحوظة الرابعة التقارير المالية تحتاج في كثير من الأحيان إلى تحدِّ وتجديد حقيقي في جوهرها. بعض الشركات تستخدم تقارير من أيام المؤسس للشركة والذي يعود إلى أكثر من 3 إلى 4 عقود! تطوير التقارير وتجديدها بشكل دوري يزيد من وضوح أمور قد تكون غائبة في التقارير القديمة وتُقلل من فرصة الدفن المالي في حسابات مقبرية. ومن إبداع بعض الشركات أنها أصبحت تضيف عوامل غير مالية -ولو جزئياً- للتقارير المالية لتعطي تصوراً أكثر وضوحاً عن الأداء الحقيقي مثل (فقرات من الموارد البشرية، المراجعة الداخلي، الجودة، العملاء، السعودة، المشاركة المجتمعية،…الخ).
الملحوظة الأخيرة أن النجاح الحقيقي في التقارير يكمن 1) في مدى مناسبتها للمنشأة 2) واعتدال تكرارية التقرير 3) التعليقات والتوضيحات والمهام المتوقع إنجازها في الفترة المستقبلية بحيث تكون نقطة النقاش للتقارير المستقبلية. إيجاد نقطة الاعتدال مهم جداً للوصول إلى أفضل النتائج لتحقيق أعلى الأرباح. غالب الشركات الأجنبية تجد فيها إسهاباً وتفصيلاً للتقارير الربعية والشهرية بل حتى أسبوعية، في المقابل تجد الشركات المحلية تقل فيها أهمية هذه التقارير إلى أن تصل عند بعضهم إلى سنوية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال