الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كل شهر يمر، أكتشف فيه بالصدفة خروج أحد رواد الأعمال من دائرة (الأعمال) إلى دائرة الوظائف، وبعضهم يعلن عن ذلك صراحةً والبعض الاخر يخفيه لخجله من المجتمع. وفي نقاش مع مثقفين مؤخراً حول هذا الموضوع كانوا بين مؤيد ومعارض لتقهقر هذا الرائد وعودته إلى (قفص) الوظيفة. ولكننا بطبيعة الحال نتفق انه قرار شخصي له ظروفه التي لا يعلمها إلا الله ثم صاحب الشأن ذاته.
ولذلك ننتقل إلى الصورة العامة؛ والتي يقول المنطق ان الوظائف التقليدية (تنقرض) تدريجياً حيث يتوقع الخبراء ان تصل البطالة عالمياً إلى نسبة ٥٠٪ عام ٢٠٥٠!! وهذا معناه ان مواليد عام ٢٠٣٠ م لن تكون الوظيفة حلماً صحياً بالنسبة لهم.
لا يوجد حل للوصول للتوازن والاستقرار ثم النماء للشباب والشابات سوى في ريادة الأعمال؛ والتي تتطلب (مبادئ خاصة) يجب أن يؤمن بها رائد الأعمال ويعزز وجودها حتى يكمل مسيرته أثناء وبعد العواصف العاتي الواردة قطعاً.
هناك عدة خبراء متخصصين وممارسين قاموا بدراسة المبادئ الرئيسية لرائد الأعمال الناجح؛ ومن بينهم (جون براينت) مؤلف كتاب The Memo والذي أورد فيه مبادئ قد نتفق وقد نختلف على بعضها؛ ولكنها قد تضيء الطريق للرائد وتثنيه عن التقهقر والعودة للوظيفة. سأورد لكم بعضها وأعلق على كل مبدأ برأيي الشخصي.
المبدأ الأول: تعلم من الفشل و واصل حماسك!
عندما نعلم ان كبار رجال الأعمال (افلسوا) عدة مرات؛ مثل الرئيس الأمريكي ورجل الأعمال ترامب ذاته، والذي افلس ثلاثة مرات وكان يعود أقوى بعد كل تفليسه، حتى أصبح رئيساً للولايات المتحدة.
المبدأ الثاني: الوان الطيف ولذة النجاح لن تأتي الا بعد مرور العاصفة.
كيف لنا أن نعرف طعم النجاح بدون التقلبات (انخفاض وارتفاع المنحنى) أو الخروج من عنق زجاجة ما، مثل زجاجة الأزمة المالية. والتي تكون عادة بمثابة المقصلة لرواد الأعمال.
المبدأ الثالث: يبلعون الرفض لاقتراحاتهم ومشاريعهم وكأنه فيتامينات صحية!!
ليس من السهل اعتبار الفشل شيئاً اخر؛ وليس المطلوب هنا (الدروشة) بل هي مجرد حيلة للاستمرار ومنع التقهقر. بالاستفادة (الكاملة) من التجربة المرفوضة كأنها تغذية والانطلاق للتجربة الجديدة عندما تكون جاهزاً.
المبدأ الرابع: الاصرار والصمود أهم من الذكاء!
نسمع كثيراً ان شخصاً ما ذكي جداً او متفوق دراسياً في مجاله؛ وان هذا لا يعني ان ينجح في ريادة الأعمال الا اذا كان يمتلك الصمود والإصرار الذي يعتبر الميزة الاقوى للرائد؛ مع احتياجه لدوافع قوية قد تتوفر لدى غير المتعلم اكثر من المتعلم. حيث لن يجد غير المتعلم فرصة بديلة Plan B ليهرب من ريادة الأعمال إليها؛ كما هو حال ذو العلم والشهادة.
بلادنا تتجه نحو جودة حياة وكفاءة أداء مرتبطة بالتقنية؛ وظاهرة انقراض الوظائف سنلاحظها تراكمياً مع استبدال مقاعد البشر بالالات والتقنيات في الشركات الكبرى والجهات الحكومية والقطاع الثالث. وبالتالي ستكتفي الشركات بالمفكرين والنوابغ في المستويات العليا والمتوسطة. ولن يجد عداهم الا فرصاً وظيفية قليلة، قابلة للاستبدال وغير قابلة للترقية والتطوير؛ لذلك أشد يدي على يد من يبادر إلى الريادة وتربية أبنائه عليها ليكون عمله التجاري صلباً يورث لابنائه عن قناعة وفخر. وستشكل هذه الريادة الفذة ملامح الاقتصاد السعودي الجديد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال