الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتغير أهدافك وتتحدث دورياً خلال مسيرتك المهنية، وهذا ينتج عن التطورات التي تحدث من حولك أو أحلام تصبو لتحقيقها من الصغر، وغالباً لا تدور هذه الأهداف حول تحقيق المال كغاية، بل غالباً يكون المال وسيلة لتحقيق الأهداف وهذا ما يجعل الشخص يحلم بإمتلاك منزل، حتى وإن كان مرهوناً ولا يتحرر إلا بعد أقساط على مدى ثلاثين عاماً.
نتفق جميعاً أن الهدف الرئيسي لأغلب الناس هو تحقيق (السعادة) والتي كما نعلم، تعتبر أمراً نسبياً قد يختلف جذرياً من شخص لآخر، ولكن دائماً تكون هناك خطوط عريضة للسعادة يتميز بها كل مجتمع، ولذلك نجد أن ما يسمى بالعادات والتقاليد، أو أسلوب الحياة Life Style يحدد أن الفرد في هذا المجتمع سعيد أم لا في ظل معطيات قد تتغير مع الظروف لا سيما الاقتصادية منها. ولكن السائد أن أسلوب الحياة لا يتغيرإلا بناءً على الإرادة المجتمعية في كل بلد.
الإرادة المجتمعية تنبع من الإنسان البسيط إلى الأستاذ الجامعي، برغبة جامحة ونية صادقة بأن نكون الأفضل وأن نكون الأوائل بين الأمم، كمجهود جماعي، وهذا الجهد لن يتحقق لأشخاص محبطين يكرهون أنفسهم وبطبيعة الحال (فاقد الشيء لا يعطيه) ولذلك لن يتمكن من تقديم المحبة والسعادة إلى أسرته ومجتمعه ودولته، حرفياً سيكره كل شيء بلا تمييز، وربما سيجد ذريعته في الكراهية بتمجيد الأخرين (كتمجيد الدول الأخرى مثلاً) وفي نموذج الحياة الوظيفية سيقوم الموظف طبعاً بتمجيد الشركات الأخرى والقدح بشركته، ويأتيه الرد من العاقل بأن ما يقوله عن الحياة الوردية في الشركات الأخرى مجرد أقاويل ومبالغات لا دليل عليها.
نصل إلى أن الإحباط الذي يصاب به الأفراد قد يؤثر بشكل مباشر على إمكانية تحقيق أهداف العائلة كمجتمع صغير، وصولاً إلى أهداف الشركات ثم الدول، حيث أن عدوى الإحباط تنتشر مثل النار في الهشيم، بإشاعة بسيطة، قد تحطم معنويات خريجين جدد وتحولهم إلى كائنات غير منتجة. لذلك وجدت أن الأمر يحتاج إلى وصفة علاجية قد تتلائم مع الشباب المقبلين على مباشرة العمل بوظائفهم الجديدة أو الباحثين عن عمل.
أولاً أود أن أوضح الثلاثة العناصر الأساسية لتقييمك كموظف بفترة التجربة أو كمتدرب في أي قطاع كان، إختصارها ASK وهي Attitude السلوك، Skills المهارات، Knowledge المعرفة. وهذه العناصر الثلاثة يتم قياسها بأداة واحدة لكل عنصر، حيث يقاس السلوك بعدد الأخطاء ومعدل تكرارها، وتقاس المهارات بمستوى الإنتاجية، وتقاس المعرفة بالإختبارات. وبذلك سيكون الحكم على مدى صلاحيتك كموظف خلال المقابلة الشخصية من خلال طريقة لبسك وتصفيف شعرك ومدى اليقظة والحضور على الموعد المحدد، إضافة إلى نبرة صوتك واختيار المصظلحات المناسبة في حديثك.
وبطبيعة الحال لا يمكن قياس المهارات إلا بالإنتاجية، وبذلك يجب عليك تقديم ما يثبت إنتاجيتك في وظائف سابقة كشهادات الخبرة وشهادات الشكر أو جائزة مثل (موظف الشهر)، إضافة إلى اثبات مهاراتك من خلال ارتفاع انتاجيتك بعد قبولك وتحديداً خلال فترة التجربة، ولا يوجد دليل أخر على المهارات غير أرقام الإنتاجية، فلا تتخيل أن حصولك على دورة في مجال ما، يثبت أنك ماهر في هذا المجال.
أما المعرفة، فلا يمكن قياسها إلا من خلال الإختبارات، وحتى المقابلة الشخصية ذاتها تعتبر بمثابة الإختبار (الشفوي) للتأكد من إمكانياتك اللفظية، إحرص على استرسال حديثك وسلامة النطق، وهذه لن يحققها إلا التجربة لمرات كثيرة. لذلك يجب عليك أن تقرأ جيداً عن نشاط الجهة التي تقدمت لها، وطبيعة العمل لديهم، حيث أن التقدم العشوائي دون قراءة وإطلاع يوحي بأنك قادم للحصول على فرصة وبنفس الوقت تخطط لفرصة أخرى. وإضافة لذلك فإن العديد من الجهات اليوم لديها اختبارات معيارية قبل قبول الموظف، وتكون الاختبارات في مجالات مثل اللغة الانجليزية والرياضيات، وذلك لإثبات المعرفة العلمية. ولتدعيم ذلك عليك الإعداد والتسجيل في إختبارات معيارية مثل IELTS أو STEP وأيضاً GRE واختبار القدرات العامة للجامعيين، وذلك كدليل على قدراتك اللغوية وأيضاً الحساب والمنطق.
وأخيراً فإن الإعداد لكل ما سبق يتطلب وجود تحفيز ذاتي ينبع من داخل الإنسان، وهذا التحفيز ستجده من بوابة السعادة التي تفرز في أجسامنا من خلال أربعة هرمونات (اندروفين، دوبامين، سيروتينين، أوكسيتوسين) ينصح الأطباء بتحفيز إفرازها من خلال أربعة ممارسات (رياضة، إنجاز، عطاء، لقاء) بتكرار يومي سيجعل الإبتسامة لا تفارقك، ولن تحتاج حتى لكلمة شكر أو مكافأة حتى تقول (أنا سعيد) وأنا جاهز لتنفيذ دوري في تحقيق أهداف وطني وفقاً لرؤية 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال