الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أُتابع باهتمام التغريدات والمقالات المُحفزة والداعمة للحضور المميز لشبابنا وشاباتنا في سوق العمل ، تجارب وقصص كفاح عصامية مُلهمة لا تعترف بالفشل او التثبيط، طاقة من الحماس الذي لاينضب أنهى بما لا يدع مجالا للشك المقولات السلبية حول: الرفاهية، المكاتب الفاخرة، الكسل .. وغيرها من المصطلحات التي لازمتنا لعقود.
لقد ولَّى عصر الإتكالية وجاء وقت الإنتاجية فأثبتوا روحاً عالية من الانضباط والسلوك والمظهر الشخصي والجدية ما يجعلنا نفخر ونعتز كثيراً بهذه القيّم المباركة والعمل الدؤوب ، هناك الكثير من التجارب الناجحة على مستوى تطوير مهارتهم الذاتية في المنشآت أو تلك التي خاضوا فيها مجال الأعمال الحرة، انطلقوا فانطلقت أمامهم سبل النجاح في كافة الاتجاهات، نحن اليوم مطالبون بصيانة هذه المكتسبات البشرية دعماً وتحفيزاً وتوجيه خياراتنا الاستهلاكية كأفراد نحوهم وبذل كل ما في وسعنا لتطوير قدراتهم واثبات وجودهم .
وعليه فإن الفرص لاتزال واسعة ومواتية نحو الاستثمار في رأس المال البشري السعودي والذي يعتبر الركيزة الاساسية في مستهدفات رؤية المملكة 2030، ان الامكانات متاحة لتحقيق ذلك والتي تتشكل من عدة محاور يمكننا بتضافر الجهود العمل على تعزيزها وهي:
اولاً .. توفير المزيد من الفرص الوظيفية النوعية في القطاع الخاص والتي تهدف الى ربط الحاجة بالمهارات للقيام بمهام وظيفية إنتاجية بمسارات مستقبلية وحوافز مالية مشجعة وأمان وظيفي فاعل بعيداً كل البعد عن السعودة الرقمية وهذا لن يتأتى الا بالقناعات وتعزيز الثقة ومنحهم الفرص الكافية للإبداع وهو ما سيمكنهم من إبراز الشيء الكثير والغير متوقع لتُمحى معه كل ما تبقى من ترسبات الماضي امام هذا الجيل المتمكن والواعد.
ثانياً .. الاستمرار في دعم برامج ريادة الاعمال والأعمال الحرة والتوسع في حراكها وخلق شراكات فاعلة بين شبابنا والمستثمرين وان تقوم البنوك التجارية بدور الشريك واجزم أن مرحلة الاستثمار ومكوناته في هذا الاتجاه لن تكون تقليدية بل ابتكارية لانها ستجمع بين الخبرات والدقة والجدوى مع قدرة شبابنا على خلق منتجات وخدمات ابتكارية جديدة .
ثالثاً .. دعم برامج الأسر المنتجة والأشخاص ذوي الإعاقة فالكل يعلم ان لديهم ملكات حب العمل والإنتاج ومتى ما توفرت لديهم الدعم اللازم فإننا سنلمس واقعاً مختلفا يكمن في منتجات واعمال حرفية وفنية ومشغولات اكثر تميزا وتنفيذها لا يتطلب سوى توفير المواد الخام ولذلك فإنه من الأهمية بمكان خلق منظومة مترابطة معهم ضمن برامج تنفيذية وشبكة رقمية تواكب المتغيرات المعاصرة .
مجمل القول : لم تعد عقارب الساعة حاجزاً أمام نمطية إبداع شبابنا بل تجاوزها بمراحل مَثُلت فيه أهمية وشغف العمل ( دون حدودٍ للوقت ) ، يعملون بوتيرة على فترتين وأكثر، يأتون حباً في العمل من مدن أخرى، طوروا أساليبهم اعتماداً على الاخلاقيات والمهارة والتدريب المستمر ، اثبتوا أنهم قادرون ومبدعون .. فهل لنا أن نواكب طموحاتهم تحقيقاً لمفهوم الاقتصاد الإحتوائي وأكثر .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال