الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عملية التوظيف كانت وما زالت من المراحل الشاقة في أي منشأة فهي انعكاس حقيقي للتعبير الشائع “محاولة العثور على إبرة في كومة قش”. فيمكن أن تؤدي بعض التقلبات الاقتصادية، والطلب في قطاع معين، وزيادة عدد الخريجين، إلى وجود بعض الوظائف التي لديها مئات بل وآلاف من المتقدمين، يتسابقون لشغل وظيفة واحدة.
فمع وجود الكثير من الأفراد الذين يتنافسون على عدد أقل من الوظائف بشكل كبير، يأتي دور الذكاء الاصطناعي والذي يساعد في جعل عملية التوظيف أسهل ويساعد القائمين عليها. في هذا المقال سوف نلقي نظرة عن تاثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف، كيف يتم استخدامه، وما هي إيجابياته، وما هي مخاطره المحتملة.
تساعد أدوات وبرامج الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام التي عادة ما يقوم بها البشر، وتشمل مع العديد من الأمور الأخرى صنع القرارات، التعرف البصري والصوتي، والترجمة. لذلك يستخدم القائمون على عملية التوظيف الذكاء الاصطناعي منذ سنوات بشكل مبسط. فقد أصبح استخدام أنظمة لتتبع مقدمي الطلبات والتي تعمل على فحص مئات من السير الذاتية، والبحث فيها عن الكلمات الرئيسية أو بعض العبارات أمراً شائعاً في معظم المنشآت، حيث تساعد تلك الأنظمة في مسح سريع لكل المتقدمين واستخراج المرشحين المناسبين.
ومع انتقاد الباحثين عن العمل لتلك الأنظمة بأنها تقلل من السيرة الذاتية للمتقدم ولا تبحث في نوعية تجربته أو سماته الشخصية، إلا أن الحل التقليدي البديل لاستخدامها هو أن يقوم القائمون على التوظيف بقراءة وتقييم كل سيرة ذاتية على حدة، مما يستغرق بعض الأسابيع إن لم تكن أشهر مع تقدم آلاف الأشخاص للوظيفة. ومع قول غالبية القائمين على التوظيف بأن تحديد المرشحين المناسبين من مجموعة من المتقدمين هو الجزء الأكثر تحدياً من وظائفهم، نجد أن الذكاء الاصطناعي يساعد بشكل كبير في هذه المهمة.
تكمن إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف في تحقيق بعض الفوائد منها أنه يوفر الوقت، حيث يقوم بالمهام التي تستغرق وقتاً والتي يمكن تشغيلها تلقائياً فعلى سبيل المثال من الممكن استخدام chatbot قائمة على الذكاء الاصطناعي للإجابة على اسئلة المرشحين البسيطة، جدولة المقابلات، وفحص المتقدمين. بالتأكيد هي أشياء مهمة وتحتاج إلى القيام بها بدقة، لكن يمكن أن تتم آليتها بسهولة.
من الإيجابيات أيضاً للذكاء الاصطناعي أنه يزيل التحيز، فعندما تعلق الأمر بالعثور على مرشح مثالي لمنصب ما، فإن آخر شيئاً نريده هو أن يكون حكمنا به بعض التحيز، هناك بعض الأدوات والتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي تساعد في الحد من التحيز من خلال تحليل المتقدمين للوظيفة ومدى احتمالهم في النجاح في أحد أدوار عملية التوظيف، فهذا يسمح للقائمين على التوظيف باتخاذ قرارات تعتمد على البيانات بدلاً من اتخاذ قرارات بناء على شعورهم الغريزي.
يساعد أيضاً الذكاء الاصطناعي في إيجاد المرشحين من خلال بعض البرامج التي تعمل على تحليل تواجد الأشخاص على الإنترنت مثل ملفات تعريفهم في مواقع التواصل الاجتماعي والبيانات العامة الخاصة بهم، فتقوم بتحليلات تنبؤية على اساس هذه البيانات حول مدى احتمال قبول الأشخاص لوظيفة ما والأدوار التي قد يهتمون بها.
كما يسهم أيضاً في تحسين تجربة المرشح، فعلى سبيل المثال مع استخدام chatbot مثل الذي ذكرناه في الأعلى، فإنه يقوم بالتجاوب مع المرشح في أي وقت حتى في منتصف الليل، فيمكن أن يوجه المرشح من خلال عملية التوظيف بشكل أكثر كفاءة، كما يقدم لهم إجابات فورية عندما يحتاجون إليها. لذلك يمكن أن تؤدي أدوات الذكاء الاصطناعي التي يتم إضافتها في عملية التوظيف إلى تحسين تجربة المرشح أثناء تقديمه ومراحل توظيفه.
ومع فوائد وإيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي إلا أنه هناك بعض الأضرار المحتملة مثل أنه لا يتعرف على السلوكيات الشعورية للمرشح، فمن المستحيل استبدال الصفات البشرية مثل التعاطف بالبرمجيات. لكن في المجمل الذكاء الاصطناعي حالياً يغير من عملية التوظيف، فهناك العديد من التطبيقات والمواقع المتخصصة في عملية التوظيف في عالمنا العربي، ومن المحتمل أن يرتفع عددها. لذلك من الذكاء أن تقوم بتجربة بعض الأدوات والبرامج لمعرفة ما يناسب منشأتك، حتى يمكنك إنشاء عملية توظيف تلقائية تعمل في النهاية على تحسين جودة التوظيف لديك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال