الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الحرب الإلكترونية لها أدوات وأسلحة كثيرة لكن بنظري من أخطر الأسلحة هي تلك التي تستهدف عقولنا من خلال الإعلام الموجه. فمما لا شك فيه أن إجتماع الحرب الاعلامية مع الحرب الالكترونية اصبح ذو خطر كبير وضرر ملحوظ على الفكر البشري.
إحدى أهم الأساليب التي تم ذكرها في اكثر من موقع تعتمد على تأجيج الرأي العام في مواقع التواصل الإجتماعي عن طريق تكوين مجموعات نقاشيه تستفز المواطن. فعلى سبيل المثال دولة معادية تعمل على إنشاء مجموعتين؛ واحده تعارض فكرة معينه في البلد المستهدف والأخرى تؤيد نفس الفكرة، من ثم تزج المجموعتين في نقاشات حادة توهم المتابع انهم يتناقشون في قضية وطنية ما بين معارض ومؤيد (والأكيد ان هذه كلها حسابات وهمية) فيدخل المواطن في مهاترات ونقاشات مع حسابات توهمه انها وطنية وتدافع عن قضية بلده ولكن بأسلوب استفزازي، فتخلق العداوة بين المواطنين وتقسم وحدتهم.
وأيضا من جهة أخرى يمكن استعمال نفس الادوات بأسلوب مختلف لتوجيه الرأي العام وهذا يشبه كثيرا ما حدث مع موقع فيسبوك الشهير والذي عرضه لتهمة انتهاك خصوصية المواطنين من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي. فما حصل فعلا هو ان فيسبوك أعطى صلاحية دخول لإحدى التطبيقات وهي بدورها عملت على تجميع البيانات من المستخدمين من خلال استبيان يرسل لهم، ومن ثم يتم تحليل الإجابات ودراسة شخصيتهم، وعلى هذا الأساس يتم تصميم طريقة لإقناعهم بالتصويت لصالح مرشحهم في الحملات الرئاسية. باختصار هم لم يخترقوا أي جهاز وإنما جمعوا المعلومات وحللوها وخططوا على أساسها وبالتالي نجحوا في الوصول لإهدافهم.
جملة ارددها كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي (إختراق العقول أخطر بكثير من اختراق الأجهزة) لذا يجب علينا ان نسلح المواطنين بفكر واعي يحلل أي محتوى يصل له ويفكر قبل ان يتفاعل معه او حتى ينشره ومن الضروري أيضا توعية الجيل الجديد بفكر تحليلي ناقد للأمور لا يتقبل أي فكرة دون دراستها وتحليلها فاذا وصلنا لهذه المرحلة من النضج الفكري بإذن الله نصل لمرحلة الأمان الفكري.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال