الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في اكثر السنوات ركودا تجد ان ارباح القطاع البنكي في اعلى مستوياتها التاريخية وهذا ماحدث فعلا عام 2018م وكذلك في النتائج الربعية الاخيرة لعام 2019م والامر ذاته لقطاع الاتصالات وان كان اقل توهجا، ليس ذلك فحسب بل ان طبيعة نشاط هذين القطاعين ونموذج عملهم والمقومات التي يمتلكونها تجعل منهم عمالقة في عالم مليء بالاقزام، ليس بالمملكة فحسب بل في اغلب دول العالم.
لكن مايحدث مؤخرا هو امر مثير للدهشة، وقد يغير تلك المعادلة كثيرا، حيث اننا نشهد تقديم شركات الاتصالات للعديد من التعاملات المالية كالمدفوعات الإلكترونية وغيرها والتي كانت في السابق حكرا على البنوك، وهذا ما سيسحب جزء من البساط الذي يتربع عليه القطاع البنكي، ونظرا لزيادة أعداد اجهزة الهواتف المحمولة يوميا بالعالم والتي تجاوز عددها اليوم 5 مليار جهاز منها 3 مليارات جهاز ذكي، علما بأن تلك الأرقام مرشحة للازدياد بشكل جنوني، فالكل تسابق ويتسابق وسيتسابق على الظفر بحصة من هذه القطعة التي نحملها بأيدينا أينما كنا.
التطبيقات والتجارة الالكترونية وإنترنت الأشياء IOT والذكاء الاصطناعي وغيرها من التوجهات التقنية الحديثة، تستهدف كل جهاز ذكي عبر العديد من التعاملات الالكترونية، والذي تسيطر عليه حاليا شركات الاتصالات بالكامل، لكن سنرى (والعلم عند الله) خلال السنوات القادمة انتقال خدمات إلكترونية من قطاعات اخرى كالبنوك او غيرها لتصبح خدمات أصيلة لشركات الاتصالات، ان لم نشهد اندماجا او استحواذا بين بعض البنوك وشركات اتصالات.
لان المنطق في عالم الاعمال اعتاد على اندماجات او استحواذات لشركات بذات القطاع او قريبة منه، لكن بسبب تلك الأجهزة الذكية التي لا تفارق ايدينا، قد نشهد استحواذات او اندمجات لشركات اتصالات مع شركات بقطاعات اخرى ترغب بالولوج واستهداف هذه الأجهزة الذكية واولها شركات قطاع التجزئة، ولا استبعد قطاعات اخرى كالترفيه والإعلام والصحة، لذا بدءاً بالمدفوعات الالكترونية، ومرورا ببطاقات الإئتمان والتي ستصدرها شركات التقنية والاتصالات قريبا الى غير ذلك، مما يمهد لصراع عمالقة قادم هدفه نحن.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال