الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
” لكل قطعة من الألماس قصة تروى” تلك المقولة نسمعها تتكرر دوماَ وتتناقلها الأجيال حتى باتت تعمل على تعزيز العاطفة لدى كل مهتم بتملك هذا الحجر النادر(الماس). في سنوات خلت، كانت تتردد قصة لمزارع سمع من أحد أصدقائه بوجود أكبر مناجم الماس في القرية التي يقطنها.
استمر المزارع لأيام متواصلة يفكر في الطريقة التي يستطيع من خلالها أن يجعل هذا المنجم من نصيبه وحده دون غيره، حتى تفتق ذهنه إلى فكرة كان يعتقد أنها ستحقق مطلبه، فقرر بيع المزرعة وبدأ بالبحث حتى خسر كل ما يملك مع الأيام، لكن المفاجأة الأكبر كانت في اكتشاف كميات كبيرة من الألماس في نفس المزرعة التي باعها.
والحكمة التي تتردد دوما هنا تشير إلى أهمية البحث عن الفرص في الأفق المحيط بك قبل أن توسع نطاق البحث خارج المنظومة. ربما تكون هذه القصة أثرت على كثير من الأشخاص الذين سمعوها لسنوات طويلة، لكن حتى الحكمة التي أوردتها قبل قليل أعتقد أن صياغتها يجب أن تعاد في أذهاننا بعد أن نعلم أن عنصر الابتكار دخل على هذه الصناعة فبدأ تطوير تقنيات جديدة في المعامل والمختبرات لتصنيع ألماس مطابق لنفس درجة جودة الألماس الطبيعي، حيث ينمو داخل المعمل في فترة لا تزيد عن أسبوعين، كما أنه بالإضافة لذلك يساهم في الحفاظ على المصادر البيئية وبالتالي فهو مدعوم من قبل هيئات الحفاظ على البيئة.
صحيح أن تكلفة التصنيع لهذه العملية المعقدة لا زالت تشكل عائق للحصول على هذا الحجر بشكل تجاري في الأسواق، إلا أن البوادر تشير إلى انخفاض متواصل في تكلفة التصنيع وهو ما يتيح الفرصة للمنافسة في الأسواق قريباَ. اللافت أيضاَ أن نظرة الجيل الجديد لهذا الحجر النادر وجميع القصص التي تصاغ حوله بدأت تتطور.
فتقبل فكرة أن قطعة من الألماس قد تم تطويرها تقنياَ حتى تتوافق مع أعلى مواصفات الجودة بدأت تلقى الكثير من الرواج والقبول. هذه النقاط الإيجابية من جانب تعتبر إشكالية بالنسبة إلى الصناعة وكذلك للمستثمرين، لا سيما مع الوصول لمرحلة التطابق في المواصفات والجودة بين ما يتم تصنيعه مختبرياَ وما يتم الحصول عليه من الطبيعة.
وهو أمر يهدد بخفض القيمة السعرية للمجوهرات مع الوقت. أما عن عملية التصنيع فهي تتم بتوفير نفس الظروف الطبيعية في المختبر من حيث الضغط والكربون والحرارة وغيرها. ومن وجهة نظر أحد رواد هذه الفكرة، فهو يرى بحسب أحد المقابلات معه أن “الأمر أشبه بتلفاز الشاشة المسطحة حين طرحت في الأسواق بأسعار باهظة الثمن مع رداءة الجودة، لكنها تطورت في وقت قياسي”. وإجمالاَ فإن عملية زراعة الألماس لا تواجه نفس القوانين واللوائح المطبقة على عمليات استخراج الماس الطبيعي وهو ما يضيف لها ميزة إضافية.
لكن رغم كل هذه المحاسن التي تنم عن رؤية مختلفة لهذه الصناعة ستبقى دوما مسألة القصة الجميلة المرتبطة بكل قطعة طبيعية لها رونق خاص لا يمكن أن نخلق مثيل لها حتى مع تطور وتسهيل عملية الحصول على المنتج كما نرى. وشخصياَ فلا أستبعد أن نشاهد قريباَ أحد مصممي المجوهرات يعلن أنه قام باستخدام أحجاراَ صنعت بطريقة مبتكرة في أحد تلك المعامل والمختبرات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال