الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كَثُر الحديث مؤخرا عن طبيعة استحواذ شركة ارامكو السعودية لحصة صندوق الاستثمارات العامة في شركة سابك والتي تُقدّر بـ %70 من مجموع الاسهم. وهنا لابد للإشارة إلى أن هذا الاستحواذ الاستراتيجي لابد انه جاء لتكامل الجهود في التعاطي مع اسواق البتروكيماويات العالمية ولدعم قطاع الصناعة في المملكة وتعزيز الإيرادات غير النفطية، وهذا من أهم أهداف رؤية 2030 – كما انه يتماشى مع الشفافية التي تدعو إليها رؤية 2030 بإيضاح الأخطاء وتصحيحها.
على مدى العقود الأربعة الماضية أثبتت “سابك” جدارتها في المنافسة عالمياً في صناعة البتروكيماويات، وبالرغم من نموذج “ارامكو السعودية” العالمي في استخراج النفط وتكريره الا ان تجربتها في صناعة البتروكيماويات لم ترتقي لمستوى “سابك” معرفياً وتشغيلياً وتسويقياً، وأقرب مثال على ذلك الأرقام الصادمة والمُخيّبة للآمال للأداء المالي للشركات البتروكيماوياية المملوكة لـ “ارامكو السعودية”.
ما تحتاجه “سابك” من استحواذ “ارامكو” ليس في كيفية التشغيل والتسويق فهي متقدمة جدا في هذا المجال، ولكن بما ان “ارامكو السعودية” العضو الأكبر في مجلس إدارة “سابك”، يأتي دورها في دعم خطط “سابك” الاستراتيجية والدخول في الصناعات التحويلية وهي احد تطلعات الرؤية.
كما بنت “ارامكو السعودية” على مدى ثمانية عقود نموذجاً يُحتذى به، فإن “سابك” بنت نموذجها الخاص الذي أصبح مدرسة سعودية أخرى، ولكي نحافظ على كلا المدرستين، جاء هذا الاستحواذ بغرض التكامل لتحقيق أهداف الرؤية وليس لطمس شخصية “سابك” والتي هي مفخرة سعودية تأسست لتبقى.
ولتحقيق اداء افضل، انضم عدد من الخبراء العالمين في صناعة البتروكيماويات كأعضاء جُدد في مجلس ادارة “ارامكو السعودية” العام الماضي، ولكن تظل النتائج المالية المخيبة للآمال التي مازلنا نراها حتى اليوم لاداء شركات البتروكيماويات المملوكة لـ “ارامكو”، لربما هذا يجعلنا نتساءل اذا كانت عضويتهم أضافت القيمة المرجوة؟
واخيرا فإن استحواذ “ارامكو السعودية” على “سابك” ليس اندماج وإنما تكامل مصالح في خدمة إستراتيجيات الرؤية، فكما نحن فخورون بـ “ارامكو السعودية” كونها اكبر شركة ربحية في العالم من بيع النفط، فنحن ايضا فخورون بـ “سابك” ذات الشخصية الاعتبارية المستقلة والتي حققت نجاحات عالمية من صناعة البتروكيماويات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال