الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر المكتبات العامة إحدى المقومات الهامة التي تسهم في رفع نسبة ثقافة المجتمعات وتعزز قيمة القراءة، والتي تؤثر إيجابا في تنمية الإبتكار والإبداع، وكذلك زيادة الوعي وتشجيع الاطلاع في كافة مجالات العلوم والمعرفة.
مدينة الرياض تعتبر نموذجاً محلياً في ساحة الثقافة والمعرفة لإمتلاكها عدد من أهم وأكبر المكتبات العامة، حيث تفتقر كثير من مدن المملكة إلى وجود مكتبات بمفهومها الحقيقي، رغم اجتهاد تلك المكتبات إلى توفير بيئة قراءة ملائمة وتقديم عدد من الخدمات المختلفة والإلكترونية مثل تسجيل الأبحاث والمؤلفات وغيرها من الخدمات التنظيمية، ومع ذلك لا توفر كثير من المكتبات محتوى إلكتروني، وقد يكون ذلك بسبب حقوق الملكية الفكرية لتلك المؤلفات وللعمل الكبير الذي يتطلبه أرشفة تلك الكتب إلكترونيا.
بالرغم من ذلك يستلزم على المكتبات القائمة بصفة عامة أو المستحدثة تطوير البنية التحية وبناء قاعدة بيانات أوسع ومصادر معلومات متنوعة وتطوير نمط الإدارة التقليدي وآلية العمل، إلى مفهوم آخر تكون فيه المكتبة مصدر جذب للمثقفين وعامة الناس وأيضاً مصدر دخل للعاملين بها وكذلك للملاك أو للدولة.
ولتحقيق ذلك أرى بأن يتم تأسيس إدارات للمحتوى والتسويق تقوم ببناء الهوية أولاً ثم بناء المحتوى، والتخطيط والتعريف بالأنشطة والبرامج من اجل رفع عدد الزائرين وتحفيز التوجه للمكتبة، عبر احتضان لقاءات ثقافية حول كتب معينة واستضافة محاضرات او حصص مدرسية داخل قاعات المكتبة وإقامة فعاليات للمؤلفين ودورات تنشيطية، دعم وتعزيز المكتبات الشخصية والاستفادة من تبادل المؤلفات وإقامة المزادات على نوادر الكتب.
فتح أبواب المكتبات العامة للزيارات لساعة عمل أطول، وجذب عدد أكبر من المرتادين مرهون باختيار الموقع المناسب وإرشاد الزوار وأيضاً تسهيل الوصول، تحسين البيئة الداخلية والخدمات وتعزيز مباني المكتبات بزوايا وواجهات طبيعية و حدائق داخلية ونوافير واضاءة طبيعية تساعد القارئ على التركيز والاستمتاع بجو يلمس الطبيعة وليس مجرد جدران اسمنتية صامتة، والسماح للمقاهي الوطنية بالتواجد داخل المكتبات والسماح لتلك المقاهي بعمل أنشطة ثقافية تتعلق بالقراءة، وإقامة برامج مسؤولية اجتماعية مع الشركات بحيث يتم استضافة مؤلفين عالميين في مجال الأعمال ودعوة الشركات لحضور الندوات مع المؤلفين.
تعزيز المبادرات التي تهدف الى نشر الكتب في الأماكن العامة مثل المطارات والوزارات وغيرها من المنشآت الحكومية والحدائق العامة حيث يسهم في التشجيع على القراءة والتعريف بدور الكتاب والمكتبات.
تشير بعض الاحصائيات الدولية عن عدد الزيارات في المكتبات مثل مكتبة نيو ساوث ويلز والتي توضح التالي:
*بلغت الزيارات 35 مليون زيارة مادية للمكتبات العامة في نيو ساوث ويلز
*بلغ عدد الاستعارات 41.25 مليون استعارة من بنود التحصيل
*بلغ عدد الزيارات الافتراضية لموقع المكتبة 13.2 مليون زيارة.
واما في الولايات المتحدة فقد تمت زيارة المكتبات العامة في الولايات المتحدة ما مجموعه 1.39 مليار مرة خلال السنة المالية 2015، وفقًا لمسح المكتبات العامة، وهو تقرير صادر هذا الأسبوع من معهد خدمات المكتبات والمكتبات.
وفقًا للتقرير، قام ملايين الزوار للمكتبة بعدد 4.48 زيارة إلى المكتبة. تمكن أولئك الذين يزورون المكتبات العامة في عام 2015 من الوصول إلى ما مجموعه 1.31 مليار مجموعة مواد وأكثر من ربع مليون جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت.
هذه الاحصائيات تجعل من الأهمية بمكان وجود إحصائية وطنية تقيس عدد الزوار وعدد المواد المعروض للزوار، وكيف يمكن زيادة اعداد الزوار والتحفيز والتشجيع على الاطلاع، والقراءة وزيادة اعداد المشاركين في مبادرات القراءة مثل مبادرة اقرأ أكثر وتحدي القراءة وغيرها من المبادرات العربية والإقليمية.
تمتلك المكتبات العامة في المملكة منشآت متميزة، وقد أقرت المملكة عدد من البرامج الخاصة بالرؤية وجودة الحياة، وحبذا ان تستفيد المكتبات العامة من بعض تلك الموارد لتطوير البنية التحتية لا سيما في جعل أماكن القراءة أكثر جذا وأكثر اتصالا بالطبيعة والبيئة.
تعتبر المملكة السوق العربية الأولى للكتاب، جميع هذه المحفزات ينبغي أن يواكبها تطوير يتماشى مع التغيير الثقافي في المجمتع السعودي وثورة التقنية والاتصال الحديثة ومتطلبات العصر، يجب إدارة المكتبات بمفهوم القطاع الخاص والإستفادة مما تحويه من منشآت وإرث ثقافي ومعرفي وممتلكات من كتب ومخطوطات، وإشراك القطاع الخاص وجذب الاستثمار، وهذا يعزز الإستدامة والإنفاق على البرامج والتشغيل، ويجب خلق مؤشرات أداء تتعلق بتحفيز الموظفين العاملين بالمكتبة وتسهم في زيادة أعداد الزائرين وتكون حاضرة في ساحة الثقافة والإنجاز الذي يحقق ومن ضمنها التأليف.
يرتبط إحياء المكتبات العامة بتعزيز الموائمة وبين منظومة التأليف والبحث العلمي والإعلام، بحيث تكون المكتبة ملتقى للأكاديميين والمثقفين ودار للباحثين والدارسين ومحبي القراءة، والخلاصة أن تكون المكتبة متاحة للجميع بلا قيود وأن يكون دافع التواجد الارتياح وحب المكان، في بيئة جاذبة وحاضنة متاح فيها كل الخدمات التي تجعل المكان مرحبا بالجميع وفي كل وقت.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال