الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هيّا الى الاستثمار .. عبارة جميلة تُشتق من دلالاتها الجاهزية والأمل وتحقيق الأحلام التي لطالما أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام شبابنا وتطلعاتهم نحو الحراك الفاعل في الانتاج، فهل من الممكن ان تكون مستثمراً ناجحاً؟ الاجابة نعم، عليك اولاً ان تمسح من قاموسك (المستحيل).
وسواء كنت راغباً مبتدأً او حتى مستثمراً حالياً يبق شغف الاستثمار الفرصة المأمولة لعشاق التحدي وصناع النجاح، لاشيء يأتي الا بالعزيمة والإصرار. وعندما تفشل فهذا لايعني نهاية المطاف كل التجارب الفاشلة كانت نقطة الانطلاق الحقيقية للنجاح.
هذه قصة نجاح جديرة بالتأمل: الياباني سيكيرو هوندا تغلب على اصعب الظروف بدءاً من الفقر والفشل الدراسي وتحطيم ممتلكاته البسيطة في الحرب والزلازل.
كان يحلم بانشاء ورشة صغيرة لميكانيكا السيارات لانه كان شغوفاً بهذا المجال بالرغم من صغر سنه فقد اقترض مبلغًا من المال لصناعة قطعة غيار وعندما نجح وقدمها لشركة تويوتا رفضتها لعدم تناسبها مع نماذج تويوتا وعاد الى الصفر مجدداً رفضت الحكومة اليابانية تزويده بالأسمنت لتشييد مصنعه ولم ييأس وقرر إنتاج الأسمنت بنفسه مستعينًا ببعض أصدقائه، فتمكن بالفعل من بناء مصنعه الجديد لتدور عجلة الإنتاج ليُقصف بعد ذلك خلال الحرب العالمية الثانية مرة تلو مرة وفي كل مرة يعيد بناءه ثم مالبث ان تعرض مصنعه لزلزال واعاد بناءه مرة أخرى.
قام بعدها بتطوير الدراجات الهوائية الى درجات ميكانيكية نارية تعمل بـالكيروسين، نجح هذا الابتكار كثيرا وفي مرحلة لاحقة شيّد مصنعه الجديد لصناعة المحركات لإبتكاره الجديد فحقق نجاحًا مُبهرًا نقله إلى العالمية إذ أنتج كميات ضخمة من الدراجات النارية وخصص جزءًا منها للتصدير وفي عام 1968، باعت شركة هوندا مليون دراجة نارية إلى الولايات المتحدة وأوروبا لقد استبعد المستحيل ونجح .
وكنت قد قرأت مؤخرا عن رحلة لمستثمر شاب سعودي استطاع تحقيق ثروة استثمارية عالية بمفرده في 15 شركة عالمية بدأها برحلة التدريب ودراسة معطيات الاستثمار والشركات وخلال فترة وجيزة نمت استثماراته في مجال التقنيات المالية والمشاريع الناشئة .
هذه نماذج من مئات بل آلاف القصص الناجحة ولكي تكون صاحب استثمار ناجح، يجب عليك أن تراهن اولاً على التحدي وأن تكون على صواب في كل خطوة، ليس عيباً ان ترتكب الأخطاء فتركن الى النتيجة وتنتهي آمالك حينها، بل انطلق وانطلق لانك مع مرور الوقت ستعزز من قيمك السلوكية تجاه تلك الأخطاء وتصحيحها لتجني الثمار.
أنت اليوم تريد ان تحقق مكاسب عالية وسريعة من استثماراتك ولكن في المقابل لا تهتم بالتفاصيل الصغيرة انها الطاقة الحقيقية للنجاح ومنها على سبيل المثال سعادة موظفيك، فسعادة الموظف ليست محصورة في خطاب شكر، الموارد البشرية هي العنصر الأهم في تحقيق المكاسب وعندما تكون النفعية الربحية تشاركية معهم ستتضاعف وتتوالد استثماراتك بشكل واسع هذه حقيقة وقس على ذلك بقية المعطيات سواء كانت موارد التشغيل محدودة العناصر او واسعة .
حسناً اذا كنت ترغب في الاستثمار في الاسوق المالية تذكر جيدا ان اغلب من نجح كان على دراية بأداء الشركات فالشركات التي تتعرض للخسائر غالباً ما تكون اسهمها منخفضة جداً والاستثمار في اسهمها مخاطرة ولكن تخيل بدلا من اعلان افلاسها ان تدخل في عملية استحواذ مع شركة اخرى قوية حينها ستتضاعف أرباحك ادرس جيدا مثل هذه التفاصيل المتشابهة والمتمثلة في اقتناص الفرص .
لقد أثبتت قوة الاستثمار محوريتها في بناء الثروات وتحقيق الأهداف طويلة الأجل مرارًا وتكرارًا وما دمت تؤمن بذلك وتسعى له او أنك في خضم هذه المنظومة فتذكر جيدا ان اساس انطلاقها هو بناء قدراتك الاستراتيجية ومتغيراتها الادخارية والاستثمارية مما يتوجب عليك (بناء وتطوير خطة طويلة الأجل) مع التمسك بها لا تنظر الى الثراء السريع بل انظر الى ما تحقق من اهداف في هذه الخطة ليس مهماً ان تكون الخطة خيالية أو باهظة الثمن يمكنك القيام بذلك بمفردك، أو بمساعدة خبير مالي أو عبر الأدوات المتاحة في الإنترنت تذكر ان الخطوة الأولى هي الاكثر أهمية.
(كن متفوقا) فبقدر اهتمامك بدخول عالم الاستثمار ستبرز أمامك خيارات التمويل والتي تكمن في التمويل الذاتي عن طريق اقتطاع نسبة معينة من دخلك الشهري من عملية الادخار حتى تصل الى رأس المال المطلوب لمشروعك كما ان هناك الكثير من القنوات التي تقدم حلولا تمويلية مناسبة. ان الادخار من السلوكيات المهمة لتحقيق أهدافك المالية طويلة الأجل ثق بأنك مادمت تملك دخلاً ثابتاً فإن قدرتك على الادخار ممكنة جدا بضبط ادارة الدخل وتنظيم الانفاق جيدا.
( أُخلق تنوعاً في مرحلة البدء) كلما وجدت الفرصة المناسبة لدخول عالم الاستثمار تذكر انك لابد ان تقبل المزيد من المخاطر لكن التنويع يتيح لك تقليص حجم المخاطرة حتى وان كانت استثماراتك موجهة نحو سوق الاسهم والسندات فلا تركز على خط واحد منها بل نوّع في محافظك لانها سترفع من إسهاماتك الاستثمارية وفي المقابل نشاطك الانتاجي الذي تعتمد استثماراته على الموارد تذكر ان هناك الميزات النسبية في العنصر الانتاجي والمهارات كلها ستفضي حتماً الى النجاح.
( قلّل التكاليف ) اعمل على جانب تقليل التكاليف في جميع اتجاهاتك الاستثمارية وهناك العديد من الحلول الإنتاجية والتشغيلية التي ستساعدك في تخفيض التكلفة.
مجمل القول : إن العالم يتجه وبقوة نحو اقتصاد ريادة الاعمال والتي تمثل النسبة الأعلى في اجمالي الناتج العالمي وهو ما يقودنا أيضاً الى أن مستهدفات رؤية المملكة 2030 قد أكدت على فتح آفاق استثمارية واعدة لشبابنا وهيأت السبل نحو تذليل المعوقات وخاصة الجوانب التنظيمية والتمويلية وتبق الانطلاقة الحقيقية من الشباب أنفسهم وايضاً توسيع آفاق التشاركية فيما بينهم وبين القطاع الخاص والبنوك التجارية وغيرها لتكتمل وتتكامل منظومة الاستثمار الوطني والذي من خلاله ستستمر مسيرة الازدهار والرخاء الاقتصادي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال