الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تسعى المملكة العربية السعودية دائماً إلى تقديم خدمات متميزة ومتطورة للمواطنين والمقيمين، وانطلاقا من قيادتها لبرنامج التحول الرقمي واهتمامها بتطوير البنية التحتية متمثلاً باستقطاب التقنيات الحديثة المتعلقة بالاتصالات وتقنية المعلومات؛ والذي بدوره يدعم رؤية المملكة الوطنية 2030 نحو التنوع الاقتصادي؛ فقد قامت المملكة مؤخرا ممثلة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بعقد اتفاقيات مع أربع شركات عالمية من أجل تنفيذ تجهيزات شاملة لتشغيل شبكة الجيل الخامس (5G) في المملكة، كمثال على ذلك: أصبح مطار خليج نيوم هو المطار الأول في المنطقة الذي يوفر شبكة الجيل الخامس والتي وفرتها شركة زين السعودية؛ مما يبرهن أن مشروع تطوير مدينة نيوم يجسد استثماراً حقيقياً في التقنية والابتكار، كذلك أقدمت شركة الاتصالات السعودية بالتعاون مع شركة إريكسون على إطلاق شبكة الجيل الخامس في المملكة، فما هو إذن المثير في شبكة الجيل الخامس الذي جعل الدول تتنافس على التقدم فيه؟
دائما ما يتبادر إلى أذهان الكثير من الناس بأن تقنية الجيل الخامس تعني فقط سرعات تحميل فائقة؛ والتي دائما ما يبحث عنها الجميع؛ -حيث تبلغ سرعة نقل البيانات في الجيل الرابع للأجهزة المحمولة 100 MBPS؛ بينما في الجيل الخامس 1GBPS ، كذلك يوجد فرق واضح في زمن التأخير (Latency) وعرض النطاق الترددي…إلخ، ولكن في الواقع وان كان كل ذلك صحيحاً فإن تطبيقات الجيل الخامس أوسع بكثير من ذلك، في الحقيقة نستطيع من خلال تقنية الجيل الخامس تطوير مدن ذكية بالفعل!، أي أن أي جهاز في البيت أو في الشارع أو أي مكان عمل سيكون متصلا بشبكة الانترنت بحيث يتم تحليل البيانات في أقل زمن ممكن للاستدلال على معلومات مفيدة في الوقت المناسب، وبالتالي سوف تصبح لدينا مدن ذكية يتواصل فيها الأشخاص والتجهيزات مع بعضهم البعض وسيكون تدفق المعلومات فيها سلساً لا يتوقف مع تحقيق درجات عالية من التغطية والسرعة؛ وهذا يشمل جميع مرافق الحياة من حولنا، وهو كفيل بتغيير وجه العالم بأكمله.
ستقدم شبكة الجيل الخامس الكثير من التحسينات المذهلة لاسيما السرعة وزمن الاستجابة التي تعجب المستهلكين وخبراء التقنية؛ فهناك تنافس شرس بين أقطاب الاتصالات العالمية على الحصول على تراخيص لبناء قواعد شبكات جيل خامس حول العالم؛ فقد أعلنت شركة سامسونج الكورية عن قدرتها انشاء شبكة الجيل الخامس بقدرة إتصال خارقة سرعتها 1 جيجابايت في الثانية (يحتمل أن تصل إلى 8 جيجابت في الثانية)، وتهدف إلى تقديم الخدمة بحلول عام 2020؛ لذلك قد تكون هذه التقنية مفيدة لحالة قيادة السيارة عن بعد مع تقديم زمن استجابة يصل الى حدود الصفر!، هناك أيضا تطبيقات في مجالات أخرى مثل خدمات الطوارئ -منها طائرات بدون طيار للقيام بعمليات توصيل-، مراقبة الحالة الصحية للمرضى أو الفحوص الطبية الدورية -حيث نحتاج زمن استجابة شبه فوري والتي تقدمه شبكة الجيل الخامس لأن تأخير ثانية واحدة كافية لإحداث كوارث-، الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي في المصانع الكبيرة، تحليل حالة المرور في الشوارع…. إلخ؛ فها هي الصين تسابق الزمن من أجل تطوير شبكة الجيل الخامس بالإعتماد على شركة هواوي التي حصلت على أكثر من 1500 براءة اختراع والتي سعت في توفيرها في روسيا والإمارات، من جانب آخر يوجد اهتمام أوروبي كبير يتمثل في شركتي نوكيا وإريكسون، وشركة سامسونج من كوريا الجنوبية؛ ولكن مازال هناك العديد من التحديات الأمنية والتقنية في الجيل الخامس لاسيما المخاوف من تسريب المعلومات الأمنية بسبب سهولة الوصول الى الأنترنت، أيضا عدم تجانس الأجهزة المتصلة من حيث القدرة الحسابية وكفاءة المعالجة والتخزين هي أحد التحديات التي تتطلب علاجاً فورياً.
وفي الختام أود القول أن تقليل معدلات التأخير تعتبر من أحد أهم التحديات التي تشغل بال الحكومات والبلديات المحلية، ومن هذا المنطلق فإنني أقترح أن يتم البحث عن منصات أخرى فاعلة تمكن الأجهزة والأنظمة المختلفة من التواصل فيما بينها؛ مما يسهل في تقديم خدمات وتطبيقات جديدة تساهم في توفير عائد اقتصادي واجتماعي للبلد؛ وهذا يستلزم استثماراً عالياً في شبكة الجيل الخامس وتعاوناً من شركات الاتصالات، أيضا يجب تدريس مهارات وتخصصات جديدة متمثلة بتكنولوجيات الجيل القادم مثل إنترنت الأشياء والسحابة.
—–
balmangour@gmail.com
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال