الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اهتم الانسان منذ بداية نشأته على تعلم اللغات، ومع انتشار أعداد اللهجات واللغات التي يتحدث بها البشر حول العالم أصبح الانسان يسافر بغرض تعلم اللغات المختلفة. اعتبرت اللغة الانجليزية من أكثر اللغات انتشارا حول العالم وهي أيضا من أكثر اللغات السائدة للاستخدام في عالم المال والأعمال. ومن الجدير بالذكر ان تعلم اللغات ليس محصورا فقط بالتحدث بها بل يعتبر تعلم اللغة ايضا هو تعلم ثقافة وسلوك ونمط تفكير. ومن الناحية الاقتصادية فاللغة لها أثر كبير على الاقتصاد السلوكي للبشر, فكثير من القرارات الاقتصادية نتخذها بناء على ثقافتنا التي بنيناها من سلوكنا المتبع بممارسة لغة معينة والموروث الثقافي المتبع خلف هذه اللغة.
المملكة المتحدة على سبيل المثال تستقبل تقريبا نصف مليون زائر سنويا لتعلم اللغة الانجليزية. يقضي فيها طلاب معاهد اللغة ما يعادل بأكثر من معدل 3.7 أسبوع في السنة والتي بدورها لها أثر كبير ليس فقط في انعاش قطاع التعليم بل ايضا يقوم طلاب اللغة بإنعاش قطاعات اقتصادية أخرى كالسياحة والمواصلات وقطاع التجزئة وبالتالي خلقت هذه القطاعات 30.6 الف وظيفه في الاقتصاد تنعكس كدخل في ميزان الدولة البريطاني بما يقارب مليار وأربعة مليون جنيه استرليني وفقا لـ UK Statistic authority لعام 2017. ليست فقط بريطانيا هي من يستثمر في اللغة فقط، بل هناك دول ضخت استثمارات كبيرة في تأسيس معاهد لتعليم اللغة الانجليزية كأمريكا واستراليا ونيوزلندا وماليزيا.
ومن اللغات المنتشر استخدامها ايضا اللغة الفرنسية حيث تحتل اللغة الفرنسية المرتبة الخامسة من حيث اكثر اللغات استخداما وتحدثا حول العالم ولا يعزز هذه المرتبة المتحدثون الفرنسيون للغتهم الأم, بل هناك دول في القارة الأفريقية لغتها الاولى هي اللغة الفرنسية. ويسعى المستثمرون الفرنسيون لنشر اللغة الفرنسية عن طريق انشاء المعاهد الخاصة لتعلم اللغة الفرنسية سواء في القارة السمراء أو منطقة الشرق الأوسط وأوروبا لمَ له اقبال كبير ومردود اقتصادي واسع.
مع توجه العالم للاستثمار المشترك والتوسع العالمي لعقد الشراكات التجارية المشتركة بين الدول لم تصبح الأعمال محتكرة على لغة معينة حيث أصبحت تعقد الشراكات بين الشرق والغرب وأصبح سعي الاشخاص في تزايد لتعلم اللغات المختلفة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة.
ومن الملاحظ ان لغتنا العربية على الرغم من وجود مليار مسلم حول العالم يتلهفون لمعرفة وتعلم لغة القرآن الا ان مبادرات الاستثمار بمعاهد تعليم اللغة العربية نسبتها قليلة جدا ومجهوداتها ضعيفة وهي تتواجد في بعض الاقطار العربية مثل القاهرة ودمشق سابقا، بينما السعودية خارج هذا السباق رغم أن لهجة سكان المملكة لهجة نقية تتوافق مع لغة القرآن بعكس الاقطار العربية الاخرى. ان الاستثمار بإنشاء معاهد لتعليم اللغة العربية يزيد أعداد المتحدثين بها ويعزز سهولة انتشار الفكر العربي وفهم نموذج الأعمال العربي المتعلق باتخاذ القرارات الاستثمارية مما يسهل المفاوضات التجارية بين أطراف الدول والجنسيات المختلفة، والاهم من ذلك يخلق استثمارات مغيبة.
اعتقد أنه حان دور تفعيل الاستثمار في هذا المجال بهدف تحريك قاعدة رأس المال الاستثماري المحلي وتنشيط للقطاعات الاقتصادية المختلفة كالتعليم والسياحة والسكن والمواصلات وخلق فرص وظيفية داخل هذه القطاعات وبالتالي زيادة دخل الدولة الاستثماري من تعليم اللغة. فمع توجه ورؤية المملكة الاستثمارية 2030 بتنويع مصادر الدخل وعقد الاستثمارات والشراكات المالية مع دول العالم المختلفة هي فرصة للاستثمار باللغة العربية وفتح الأبواب للأشخاص غير المتحدثين باللغة العربية والراغبين بتعلم لغة القرآن. فمن يعلق الجرس؟.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال