الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إنموذجٌ اقتصاديٌ عصاميٌ بَنَتْ بجهدها الممتد لأكثر من عدة عقود أيقونة فارقة من العمل الجاد، هي مثالٌ حيٌ للأسر المنتجة قبل أن ينتشر هذا المفهوم الجديد فقد جعلت من تحضيرها للطعام والسمك الطازج في مطعمها المتواضع بمحافظة عِمْق على طريق الساحل محطة نابضة بالحراك والطلب المتزايد يوماً بعد يوم، لم يكن إنتاجها محصورا على عابري الطريق او نوعية محددة من المستهلكين فحسب بل انها أضحت وجهة للكثير من الأجانب والذواقة لطعم الأصالة الجيد لوجبات السمك التنوري اللذيذ، يومها الانتاجي يبدأ من بعد الفجر وينتهي الحادية عشر ليلاً دون إجازات أسبوعية وخلال هذا الوقت الطويل يستمر عطاءها على (جذوة النجاح ولهيب الإبداع) دون كلل او تذمر او ضجر، شعارها الابتسامة في اصعب المواقف امام زبائنها المستعجلون دائما كيفما يكن، هذه الشعبية والنجومية لم تحققها من فراغ او من اعلانات السوشال ميديا انه الانتاج المتميز بأقل الأسعار يا سادة الذي يفرض وجوده بعيدا عن ضجيج الدعاية والاعلان فبالرغم من مزاحمة العمالة الوافدة مؤخراً لمهنتها بداعي التكسب الا ان الأصالة والجودة والابتسامة لا تُقلد فحسب .
اقتصاديات الأسر المنتجة تشكل اليوم محورا مهماً في بُنية الاقتصاد الكلي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية فهي لا تقتصر على اعداد الوجبات فقط ولكن هناك الكثير من الخيارات الواسعة بدءاً من الاقتصاد الانتاجي التشاركي للأشياء (بيع، شراء، تأجير، تبادل نفعي وقتي، مقايضة) وانتهاءً بقائمة طويلة من الفرص الواعدة التي لم تكتشف بعد! ففي عالم التسويق الشبكي اليوم بإمكانك مشاركة اي ميّز نسبية تملكها أي أسرة في اي مكان بالعالم وبما يوائم رغباتك واحتياجاتك انها ثقافة الاستهلاك التعاوني واقتصاديات الأسر المنتجة والتي تقوم على فكرة سوق كبيرة للأشياء عبر الانترنت بالاستثمار في أنواع الممتلكات، أو المساحات أو حتى الممتلكات المادية كالسيارات والتحف ومؤخرا الملابس وغيرها بالتأجير أو المبادلة وتقاسم أيٍّ من السلع والخدمات والمهارات وعلى نطاق لم يكن ممكناً من قبل، بعيداً عن الطرق التقليدية، طرق جديدة لخوض أشياء مختلفة بالتحول الجديد في مفاهيم العرض والطلب مع الكفاءة والتماسك الاجتماعي لجعل التقاسم أكثر سهولة ومن خلال هذه الثقافة الجديدة أصبح هناك أشخاص من أصحاب المشاريع الصغيرة قادرون على جلب وتوفير المال من ممتلكاتهم الحالية وتحقيق سمعة عالية كما أن العديد من المواقع الالكترونية التي حققت نجاحا كبيرا في تقاسم الأشياء حول العالم، نمطٌ جديدٌ من الحياة الاقتصادية للأسر المنتجة في كافة أنحاء العالم تخيل عزيزي القارئ بأن لديك رغبة ان تنام في كوخ كاوبوي او في كوخ صغير بغابة ماطرة، هذا بات سهل التحقيق في عالم تقاسم وتسويق الأشياء عبر الانترنت.
لقد أكدت رؤية المملكة 2030 على مواصلة دعمها بتشجيع شباب الأعمال على النجاح من خلال سَنّ أنظمة ولوائح أفضل واسرع من ذي قبل يصاحبه تمويل أيسر وشراكات أكثر وحصة أكبر للشركات المحلية من المشتريات والمنافسات الحكومية تعزيزا للمنتج المحلي أيّاً كان نوعه وحجمه، وفي المقابل فإن الأسر المنتجة بحاجة ماسة الى المزيد من الفرص التسويقية ودعم تسهيلات الفرص الممكنة وقدراتهم في ذلك بتمويل المشروعات متناهية الصغر وتحفيزها، إن اقتصاديات الاسر المنتجة نشاطاً اقتصادياً واعداً تراهن التكنولوجيا والإنترنت على انتشاره وتوسعه في عالمٍ بات اليوم مترابطاً متصلاً اكثر من ذي قبل .
مجمل القول: إنموذج لغة الاعمال المعاصر لا يقتصر على المنظمات هناك الكثير من العصاميين العصاميات انطلقوا في أعمالهم من البساطة الى الواقعية ومثل ذلك لو وجد الدعم المالي والتسويقي الشبكي لأصبحت ظاهرة سياحية واقتصادية يُحتذى بها، إن المزيد من التنظيم والرعاية ومرونة التمويل اضافة الى الدعم الثقافي والاعلامي لاقتصاديات الأسر المنتجة وربطها بمكانية النشاط سيسهم في صناعة تنافسية تحقق عوائد مجزية لتلك الاسر، كيف لا ومنطقة عِمْق كمثالاً تعد واجهة سياحية شاطئية نقية وواعدة كغيرها من شواطئ ومناطق بلادنا الزاخرة بالخيرات والثروات الطبيعية والسياحية في كل مكان، انها دعوة نحو التشاركية التي تنطلق من عدة اتجاهات: التسويق الرقمي، التمويل، اكتشاف الفرص الجديدة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال