الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إستكمالاً للمقال السابق حول الذكاء الاصطناعي وتاثيره على الموارد البشرية، نستكمل حديثنا حول المجالات الرئيسية التي يتغير فيها مشهد تكنولوجيا الموارد البشرية، حيث من أهمها المجالات التالية:
التوظيف
هناك العديد من المنشآت التي تستخدم شكلاً من أشكال الذكاء الاصطناعي في نظامهم الأساسي لعملية التوظيف سواء في عملية الاختيار والتقيم والتوظيف، أو باستخدام روبوتات الدردشة أو غيرها. تفجأت مؤخرا بشركة إقليمية لديها القدرة على عمل فرز دقيق لآلاف المتقدمين عن طريق تحليل لفيديو يقوم بتصويره المرشح لنفسه عن طريق استخدام أدوات التحليل الشخصي، تقدم تكنولوجي مذهل!
تجربة الموظف
حيث التجربة التي يتمتع بها الموظفون في منشأتك باستخدام تقنيات الموارد البشرية. على سبيل المثال يمكن باستخدام روبوتات الدردشة أن يتمكن الموظفون من الحصول على إجابات فورية لأسئلتهم أو الحصول على معلومات حول المهام التي يتعين عليهم إكمالها في العمل، أو معلومات حول سياسة معاشات الشركة، أو حجز عطلة أو إجازة ليوم واحد أو حتى حجز الرحلات. الجيد في مثل هذه التقنية أنه يمكننا أن ندمجها مع تطبيقات المراسلات الخاصة بالعمل مثل سلاك أو أدوات أخرى مثلها، حيث يمكن للموظفين الحصول على الإجابات بنفس الطريقة التي يراسلون بها زملاءهم في العمل.
التعلم والتطور
فعندما نفكر في المثال السابق ذكره عن نظام نيتفليكس ونفكر في تجربة مخصصة لكل مستخدم من ملايين المستخدمين، والطرق المختلفة التي يقوم بها المستخدم بالنقر فوق الشاشة، عندما توقف العرض مؤقتاً، أنواع العروض التي تعجبك في عطلة نهاية الأسبوع مقابل خلال الأسبوع، كل ذلك يمكن تطبيقه على بيئة التعلم في العمل حيث يمكننا البدء في تتبع بعض التفاعلات التي يجريها الموظفون في منصات التعلم الحديثة، مما يمكننا من فهم أنواع المعلومات التي يحاولون الحصول عليها وكيفية الحصول عليها. يمكننا أيضاً استنتاج المهارات التي يتمتع بها موظف ما والمهارات التي يتطلع لنموها، وفي المقابل يمكننا أن نتأكد أننا نقدم تجربة شخصية للموظف، حيث تعمل هذه التكنولوجيا على تغيير طريقة التعلم في مكان العمل. وكذلك باستخدام التقنيات الأخرى مثل تقنيات الواقع الافتراضي يمكننا إضافة المزيد من الإثارة في عميلة التعلم، حيث تستخدم بعض المنشآت الواقع الافتراضي في تدريب العمال من خلال محاكاة الأنشطة أثناء العمل في ظروف خطيرة مثلا.
تحليلات الموظفين
نشهد الكثير من النضج في استخدام التكنولوجيا مع تحليلات العاملين بالمنشأة، حيث نسمع كثيراً عن التحليلات التنبؤية، حيث نرى الكثير من المنشآت تبدأ التفكير في كيفية استخدام التعلم الآلي وأن تكون أكثرا تنبوءاً مع مجموعات البيانات التي تمتلكها. وتعمل آليات الذكاء الاصطناعي أيضاً على فهم جميع البيانات المستندة إلى النصوص في المنشآت، إما من خلال استطلاعات الرأي، أو من خلال رسائل التواصل على الشبكة الداخلية، أو في أي مكان تحدث فيه مناقشات مكتوبة بداخل المنشأة، ثم يتم التركيز على كيفية فهم السمات في تلك البيانات لإظهار رؤى جديدة واتخاذ إجراءات لتحسين مشاركة الموظفين.
هناك اتجاهات رئيسية تظهر بوضوح بسبب التغييرات المتسارعة في تكنولوجيا الموارد البشرية، منها التخصيص، حيث هناك فرصة حقيقية للابتعاد عن الطريقة التي كانت تقدم بها برامج الموارد البشرية في الماضي. حيث كان حجم واحد كبير يناسب الجميع، الآن باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكننا خلق بيئات متخصصة لكل موظف بحيث يتمتع بتجربة شخصية تشجعهم على استخدام منصات المنشأة وتوفر لهم البيانات مثلما يفعلون في حياتهم الاستهلاكية، مما يعني أن النظام يتعرف عليهم ويساعدهم على تحسين تجربتهم في العمل. منها أيضاً التعلم مدى الحياة، حيث مع ثورة التطور في عمليات الأتمتة واستخدام التكنولوجيا، فإن الدعم الكامل والمتواصل على التعلم مدى الحياة سيكون ضرورياً من أجل نجاح الموارد البشرية في عملها في المستقبل. ولا يتعلق الأمر بدعم الموارد البشرية للموظفين عندما يتعلق الأمر بإسناد مهام جديدة أو توظيفها في مناصب جديدة، لكن يتعلق أيضاً بضمان أن يفكر الموظفون باستمرار في كيفية تاثير التغييرات التكنولوجية والتغييرات في عالم الأعمال على وظائفهم، والمهارات التي يجب عليهم أن يكتسبوها لاستمرار نجاحهم في المستقبل. فمن الهام أن تقوم المنشآت ببناء بنية تحتية تدعم الموظفين في جهودهم لتعلم مهارات جديدة لتطوير إمكانياتهم بما يواكب التغييرات في مجال العمل.
أخيراً هناك حاجة ماسة إلى الاهتمام بالموارد البشرية فيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي والأتمتة، حيث هناك تأثير كبير على المنشآت وعملها التي تدعم رقمنة الموارد البشرية، ومن الأهمية بمكان أن يكون العاملون في الموارد البشرية على استعداد تام لدعم التحول الرقمي داخل منشآتهم، وإلا ستتعرض الموارد البشرية لخطر التخلف عن الركب ورؤية الإدارات الأخرى، فهناك فرصة كبيرة للموارد البشرية أن تنسجم مع المنشأة وتضيف لها قيمة كبيرة من خلال أن تصبح رقمية أكثر وقائمة على البيانات، نتمنى أن نرى المنشآت في مملكتنا الحبيبة في السنوات القادمة تدعم رقمنة الموارد البشرية ونرى مدى فعالية تحولها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال