الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التغيير سنة الحياة وهو أمر طبيعي جدا كتغير الليل والنهار والفصول الاربعه لانه لا دائم الا وجه الله، واذا ما نظرنا لكل ماهو حولنا او ما نملك سنجد انه لن يستمر والتغيير سيطاله بشكل او باخر، وإلا أصبحت الحياة رتيبة مملة كئيبة ان لم تكن هناك أضرار اخرى فسيولوجية علي اقل تقدير جراء عدم التغيير.
وعندما نتحدث عن الدوران الوظيفي او تغيير المسؤلين فهو امر يحدث لأسباب مختلفة قد نعلم بعضها ونجهل اغلبها، فالتغيير ليس مرتبط بالإخفاق دوما بل قد يكون التغيير لأسباب سياسية او اقتصادية او اجتماعية وقد يكون التغيير لمجرد التغيير فقط، لضخ دماء جديدة مفعمه بالحماس ولبدايات اكثر حيوية.
لكن البعض هداهم الله يأبى ذلك، ويعتقد انه على علم بباطن الامور وما تخفي الصدور، وينتقد هذا وذاك ولو وضع مكانهم لكان اسوء منهم، فهو محلل سياسي اقتصادي اجتماعي رياضي ملم بالطاقة المتجددة قدر إلمامه بموسم تزاوج نملة الباندا التشيلية، بينما يجب ان يُبنى اَي نقد على أمرين : أولهما إلمامنا التام وخبراتنا ومؤهلاتنا بعمل هذا المسؤل او ما نتحدث عنه، وثانيهما مدى قربنا منه ومعرفتنا الشخصية به وبطريقة عمله واداءه، اما غير ذلك فتصبح المسألة (سواليف استراحات).
مشكلتنا العاطفية انه عند صدور امر ملكي بتعيين وزير ما، تهب عاصفة من التهاني والتبريكات والثناء والمديح والتفائل المفرط بذلك الوزير الى ان يتهيأ لنا ان التحديات قد انتهت والمشاكل تم حلها، مما يرفع سقف التوقعات كثيرا ويجعلها بعيدة المنال عن الوزير المعين ونصعب عليه المسالة ونضعه في موقف لا يحسد عليه. وفي ذات الوقت تهب العاصفة ذاتها على الوزير المعفى بوابل من السباب والشتائم والدعاء عليه وكأنه هو كل أسباب التحديات والمشاكل وتأخر الحلول، علما بان ذلك قد يحصل للوزير الجديد لو تم إعفاءه كوننا عاطفيون، نبالغ بالتفائل ونرفع التوقعات وبعدها ننتقد عدم الوصول اليها.
رغم ان كلا الوزيرين المعين والمعفى واجها تحديات مشابهة وحلول متقاربه لكن بتوقيت ومناخ مختلفين، ولذا يجب ان نقتنع تماما انه لا يوجد رضا تام وحب ووئام 100% تجاه اَي مسؤول سابق او حالي، ودائما ما سنجد من ينتقده بشدة او يختلف معه لأسباب عدة قد تكون لتعارض مصالحهما او وجهات نظر مختلفة او لنقص الوعي.
في عالم السياسية، غالبا ما تكون السياسة ثابتة والسياسيون متحركون، وهذا امر يجب ان يسري عند تعيين اَي مسؤول فلابد ان تكون رؤيتنا وأهدافنا ثابتة والمسؤولون متحركون، لذا يجب ان نتفائل لكن بلا افراط، وان نرفع توقعاتنا لكن وأرجلنا علي الارض، ولنكن عونا لكل مسؤول بالدعاء له اولا وأخيرا ودعمه بالنصح وإعطاءه الفرصة الكافية لخوض التجربة والا نقلق لطالما ان لدينا رؤية واضحة واهداف محددة وقيادة حكيمة تتابع كل ذلك بحزم ولن تسمح بتضييع وقت او شراءه.
الخلاصة : انشغلنا بالتعيينات اكثر مما يجب، حتى فقد البعض تركيزه بدوره في بناء هذا الوطن.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال