الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد تصل بعض المنظمات إلى مرحلة سأطلق عليها مجازًا (هرم المنظمات) بمعنى أنها تضعف ويخفت توهجها وتقل إنتاجيتها، وتنحصر إبداعاتها، ولا تستطيع التوسع.
وباعتقادي أن هذا الأمر يحصل في حالتين:
1) عجز القيادة عن مواكبة المتغيرات والتحديات.
2) تعلّق القيادة بالنجاحات السابقة، سواءً النجاحات الشخصية للقائد، أو النجاحات التي تم تحقيقها في المنظمة.
وكلا الأمرين ينمان عن قصر نظر القيادة، وعن الغرور الذي تمكّن منها، و أصبح يحد من مقدرتها على التغيير والتطوير.
ما دعاني لهذا الطرح؛ هو أنني حضرت نقاشات ثرية منفصلة في الفترة السابقة عن منظمات مختلفة.
المنظمة الأولى: هي منشأة لها عدة فروع في السعودية، وعملت لسنوات طويلة، بدأت الأرباح تتناقص في السنوات السابقة حتى وصلت للخسائر، ثم بدأت في إغلاق الفروع.
لفت انتباهي أثناء النقاش أن قادة هذه المنظمة لم يتغيروا تقريبًا طوال سنوات التشغيل. هذه المنشأة كانت تفقد قدرتها التنافسية في السوق بشكل سنوي بسبب دخول عدد من المنافسين وبسبب تغير سلوك المستهلك، وللأسف لم تبادر هذه القيادة إلى عمل أي تغيير في طريقة التشغيل أو في الخطط الاستراتيجية للمنشأة. هذا الخطأ القيادي كلف المنشأة خروجها من السوق.
المنظمة الأخرى: هي منشأة شبه حكومية حققت نجاحات هائلة طوال ثلاثة عقود. في العقد الرابع من عمرها توقفت تقريبًا عن النمو والتطوير، وأصبح العملاء كثيرو الشكوى من البيروقراطية والتمسك بالأسلوب القديم. والملفت كذلك أن قادة هذه المنظمة لديهم حساسية زائدة لأي ملاحظات تطرح من العامة أو من العملاء.
تمسك قادة هذه المنظمة بالنجاحات السابقة، عطلت تفكيرهم ومنعتهم من البحث المخلص عن طرق للتطوير، وبذلك خسرت هذه المنشأة فرص تطوير النمو، وزيادة كفاءة الإنفاق، وتحسين الخدمة باتباع القادة لهذا الأسلوب العقيم. الملاحظ أيضاً أن قادة هذه المنظمة عملوا لسنوات طوال في نفس المناصب!
تحدث لي شخصياً المسؤول الأول في إحدى المنظمات بكثير من التذمر عن القيادة الوسطى لديه، بأنهم عديمي الإبداع و تقليديين ولا يبحثون عن التطوير، وليس لديهم حرص على كفاءة الإنفاق. وحين تحدثت مع عدد من أفراد تلك المنظمة وجدت بأن لديهم استياء شديد من أسلوب هذا المسؤول، وبأنه كثير الهجوم عليهم، وبأنه مستمع غير جيد، ويقتل أي فكرة تطرح، ولا يستطيع أي شخص منهم أن ينهي عرض تقرير في أي اجتماع من غير أن يتلقى هجوم غير مبرر.
ولذلك فالنتيجة كانت انكفاء فرق العمل ليؤدوا الحد الأدنى المطلوب، ويتجنبوا الدخول في أي نقاش مع الرئيس.
الخلاصة: ابحث عن القاتل لأي منظمة، وستجد أنه احيانا يكون القائد!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال