الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
واضح جداً من أن الاعتداء على معملي بقيق وخريص – في 14 سبتمبر 2019م – كان نتيجة ذعر معتدي جعلته يقوم بمغامرة غير محسوبة العواقب وتعتبر الأغبى سياسياً. اعتقد هذا المعتدي المذعور أنه يستطيع أن يجر العالم بأسره الى قانون الغاب. ولهذا الغرض، فليس هناك أفضل من استهداف استقرار الاقتصاد العالمي. متناسياً تماماً أن ضرب الاستقرار العالمي ليس بالأمر الهزل. هذا المعتدي ليس فقط لم ينجح بل وجذع أنفه بيده بتطاوله على المنظومة الدولية من خلال المملكة العربية السعودية. هذه الدولة التي تعتبر القلب النابض لاستقرار اقتصاد العالم، العضو الفاعل في مجموعة أكبر اقتصادات العالم العشرين، وإحدى أهم المؤثرين السياسيين السبع عالمياً.
ما حصل، أنه عند الساعة الثامنة والنصف من مساءً الثلاثاء 17 سبتمبر 2019م، في مدينة جدة، عُقِد مؤتمر صحفي لتناول موضوع حادث الاعتداء الآثم على معملي بقيق وخريص. وطمأنة العالم بمكانة والتزام المملكة تجاه استقرار الاقتصاد العالمي. هذا المؤتمر الصحفي قدم منظومة الطاقة للمملكة في شكل مختلف تماماً كما كان الوضع عليه سابقاً. الشكل الجديد الذي رأيناه على منصة المؤتمر هو نتاج واقعي للرؤية التي تمضي في مراحلها على شكل مخرجات نحو تحقيق الغايات المرسومة للمملكة بحلول عام 2030.
ثلاث اشارات نوعية – رأيناها من خلال هذا المؤتمر – تظهر لنا مستوى مخرجات الرؤية بعد ثلاث سنوات منذ انطلاقتها.
الاشارة الأولى:
المصداقية والموثوقية في منظومتنا النفطية المؤسساتية والمتمثلة في وزارة الطاقة وشركة ارامكو السعودية في مجلسها الاداري وقيادتها التشغيلية. لو نرجع بالذاكرة الى الوراء قليلاً – وأعني في حوادث الاعتداءات على عفيف والدوادمي ومن ثم شيبة – لم نرى روح الفريق كما رأيناه في هذا المؤتمر وما تم من زيارات ميدانية لسمو وزير الطاقة للمواقع المتضررة. إضافة، أننا لأول مرة نرى الأذرع التشريعية والاستثمارية والتشغيلية لصناعة النفط والغاز بالمملكة مجتمعة على منصة واحدة للإجابة على أسئلة الصحافة والاستفسارات بكل شفافية. هنا، وزير الطاقة سمو الأمير عبد العزيز – وكما هو متوقع منه – أظهر سماته القيادية النوعية للفريق. وذلك من خلال تناول الموضوع – كل في تخصصه – بكل مهنية واحترافية واحترام متبادل.
الاشارة الثانية:
تم التعاطي مع الحادث – بالرغم من ضخامته – على انه واقع قد حصل وقدمت كل المعلومات المتاحة عنه بكل شفافية واحترافية كطارئ تحت ما يسمى بالظروف القهرية كالزلازل والفيضانات والأعاصير. لاحظنا سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان يتكلم بكل شفافية .. شفافية الرؤية عندما أخبر عن سبب تأخر المؤتمر الصحفي 24 ساعة لكي يعطي معلومات دقيقة. بالفعل كان يجسد القائد الذي يعطي الآخرين فرصة التحدث كلاً من موقعه.
الاشارة الثالثة:
المساحة العريضة للإعلام السعودي في أخذ حريته في طرح كافة أنواع الأسئلة على سمو الأمير وزير الطاقة ورئيسي مجلس إدارة ورئيس شركة أرامكو. هنا، وزارة الطاقة – ومن ورائها رؤية المملكة 2030 – تعطي الفرصة للصوت الاعلامي السعودي في شئون الطاقة أن يبلور نفسه في شكل منظومة محترفة ومؤسساتية. ويتقدم للعالم كصوت المرجعية الأولى في شئون الطاقة للمملكة. من خلال إعطاء صورة واقعية وموثقة بالمعلومات عما يحصل لدينا وكيفية تعاطينا لملفات الطاقة. وهذا يكسب اعلامنا السعودي في الطاقة المكانة المفترضة كأحد المرجعيات الاساس ذات الموثوقية محليا وعالميا.
جميل اننا نلامس الفرق خاصة في إعطاء كل طرف دوره الطبيعي والمفترض في المشاركة في التعاطي مع الاعلام سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وكان واضح أن كل طرف لا يتدخل في تخصصات الأطراف الأخرى بالرغم من قدرة سمو وزير الطاقة من تناول الموضوع نيابة عن الاخرين. ولكن لم يتدخل في عمل أرامكو السعودية ولا حتى في مسألة طرح جزء منها. وهذه مهنية لم نتعود عليها من قبل.
اعتزازنا بأرامكو السعودية مسألة لا جدال فيها. فنحن نعلم جيداً من هي هذه الشركة وما هي امكانياتها في التجاوب لأي حادث طارئ لا قدر الله. وكلنا ثقة في مجلس ادارتها التي تشرف على مسألة الطرح. وأسلوب زارة الطاقة – اليوم – المهني بقيادة الوزير الجديد تأكيد الى أن رؤيتنا تسير في الاتجاه الصحيح تحت مظلة دولة كبيرة صاحبة مسئولية يثق فيها العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال