الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إدارة الأزمات في علم الإدارة هو أن تكون المنشأة على استعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث بحلول تقلل من أضرار الأزمة وتعالج ما حدث بشكل سريع حتى لا تتحول الأزمة إلى كارثة. ومع تنوع الأزمات في تاريخ المجتمعات والمنشآت نتأكد بأن هناك حقيقة مفادها أن المنشآت التي تعتمد إدارتها على فرق خاصة وذات كفاءة في التعامل مع الأزمات تكون أصلب وأقوى وأكثر على الاستمرارية من المنشآت التي تنتهج أسلوباً مغايراً في التعامل مع الأزمات من خلال التصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة سابقاً.
طالعنا جميعاً تفاصيل الهجمات الإرهابية الخسيسة التي وجهت نحو منشآت معالجة النفط والغاز التابعة لشركة أرامكو السعودية بكل من خريص وبقيق. تلك الهجمات التي لم تكن ذات تأثير على شركة أرامكو فقط بل قد يمتد تأثيرها على أمن الطاقة العالمي، حيث توقف الإنتاج اليومي لما يقارب ال6% من إمدادات الطاقة عالمياً في ذلك الهجوم. ومع إن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت من منتجي النفط في العالم إلا أنها تاثرت بتلك الهجمات حيث ارتفع سعر جالون النفط 10 سنتات في أقل من 3 ساعات من انتشار أخبار الهجمات، فكيف كان تعامل المسئولون بشركة أرامكو والسلطات السعودية في هذه الأزمة؟
بدايةً مع تعامل فريق الاستجابة للطوارئ والمدرب على التعامل مع مثل هذه الأزمات من قبل، حيث تم إخماد 10 حرائق متسعرة مشتعلة في خزانات النفط والغاز بمنشآت خريص وبقيق في أقل من 7 ساعات. ثم في أقل من 48 ساعة استعادت الشركة إمداداتها النفطية إلى عملاءها في الخارج بالكامل مستعينةً باحتياطي النفط الخاص بها، ثم أعلنت الشركة على لسان رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر بأنها ستعاود الإنتاج بكامل طاقته كما كان قبل وقوع الهجمات بنهاية شهر سبتمبر الجاري. تلك الخطوات التي تم اتخاذها وتنفيذها توضح مدى القدرة التي تتمتع بها أكبر شركة نفط في العالم. وتؤكد على أنها الشركة الأكثر موثوقية في العالم، كما تثبت قدرتها على مواصلة توصيل السلع النفطية لعملاءها في أسوء الظروف.
ثم يأتي دور السلطات السعودية ممثلة في وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في طمأنة العالم بأن المملكة أصبحت أقوى من قبل الهجوم، حيث بتصريحه في المؤتمر الصحفي بأنه لا يوجد شركة في العالم تستطيع أن تخرج من هذا الهجوم المدمر سوى أرامكو السعودية.
وعندما شككت بعض وسائل الإعلام العالمية في إمكانية شركة أرامكو استعادة إنتاجها بالكامل نهاية شهر سبتمبر الجاري، جاء الرد العملي الذي يدل على احترافية إدارة الأزمة من إدارة شركة أرامكو باستضافة وفد إعلامي كبير جداً مكون من أكثر من 80 صحفياً دولياً وإقليمياً ومحلياً، لزيارة منشآت معالجة النفط والغاز التي تعرضت للهجوم، وذلك للوقوف على حجم العمل التي تقوم به الشركة والسلطات السعودية من أجل استعادة الإنتاج بكامل قوته. كما كانت فرصة لشركة أرامكو إطلاع الوفد الإعلامي على ردها السريع ومرونتها في مواجهة الهجمات التخريبية، وكيفية استعدادها لإدارة الأزمات.
ومن النقاط التي يجب التركيز عليها عندما يتعلق الأمر بإدارة الأزمات هو أن يكون فريق العمل لديه الكفاءة المطلوبة للتعامل مع الأزمات، وذلك ما أثبته فريق عمل شركة أرامكو خلال تلك الأزمة. حيث بسبب شجاعة وتفاني وكفاءة الموظفين العاملين بالمنشآت التابعة للشركة تم الخروج من تلك الأزمة بدون أية إصابات بشرية ولله الحمد والمنة، حفظ الله مملكتنا الغالية من كل من أراد بها شراً أو سوء.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال