الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الكل يعلم تحديات البطالة والمستويات التي وصلت اليها وحاجة الكثيرين للعمل، والكل أيضا يعانى من عواصف التغيير التي هبت على منشات القطاع الخاص وعصفت باشلائه جراء الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، مما اضطر بعضهم لاغلاق أعمالهم والبعض الآخر لتقليصها. ومن جهة اخرى تلعب التقنية دور محوري في تغيير خارطة الوظائف وإخفاء الكثير منها وظهور نوعي لوظائف جديدة لكن اقل عددا، مما يشكل ضغطا اخر على مستويات البطالة وفرص التوظيف.
وفي كلتا الحالتين سيكون العامل او الموظف هو الضحية الاولى والأخيرة وسيتم تسريحه اما بسبب الحاجة لخفض التكاليف او لعدم توافق إمكانياته مع المرحلة المقبلة، وهو ما ارفضه جملة وتفصيلا لانه ان كان الاستغناء عن الموظفين وانهاء خدماتهم هو الحل الاول والأخير لدى اَي مسؤول، فأود ان اهمس باذن ذلك المسؤول وأقول له ان توظيفهم بالأصل كان خطأك بالدرجة الاولى، لان الكي هو اخر الحلول كما يقال وليس اولها.
وفي هذه الأوقات الحرجة يظهر معدن القيادات المميزة والتي تجيد لغة التحول والتغيير وتنحني لكثير من رياحه لترتفع مرة اخرى بشكل أقوى من ذي قبل، فالقادة المميزون فقط هم من يستطيعوا تجاوز تلك المحن والظروف بطرق مبتكرة وابداعية تبتعد كل البعد عن المساس بالحلقة الأضعف وهو الموظف، فعندما نعمل على تحليل دقيق لبيانات الموظفين وتقييم أدائهم حتما سنجد ان النسبة الكبرى منهم يمكن تأهيلها، وسنجد أيضا نسبة قليلة منهم اقرب لان تكون حالات ميؤوس منها تجبرك على الاستغناء عنها حسب النظام وهو امر طبيعي جدا.
حينها فقط ينبري قادة التغييير بوضع برامج خاصة لتأهيل هؤلاء الموظفين الذين كانوا اقرب للاستغناء عنهم من خلال تطوير مهاراتهم او تحويرها ليتلاءموا مع متطلبات المرحلة المقبلة، كما يمكن زيادة مهامهم ومسؤولياتهم مما يزيد إنتاجيتهم وبالتالي نكون قد استثمرنا بهم بطريقة تعود على المنشأة بالربح بدلا من ان يكونوا عبئا عليها، كما يمكن ايجاد حلول عديدة لخفض التكاليف بخلاف الاستغناء عن العمالة تبدأ بضبط المصاريف العمومية الاخرى الى ان تصل لإعادة التعاقد مع الموظف بمرتب اقل في الأوقات الصعبة، مرورا بتنويع مصادر الدخل وتطوير نموذج العمل.
الخلاصة : المنشأة التي تتأرجح على تكلفة الموظفين، لا استدامة لها.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال