الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد يتساءل البعض إذا كانت هناك حاجة إلى بذل الوقت والجهد (وصرف الأموال) في تطبيق آلية إدارة المشاريع؟ وهم بذلك قد يربطون إدارة المشاريع بالاستشارات، بينما إدارة المشاريع منظومة عمل متكامل وليست مجرد استشارة أو توصيات نابعة من دراسة ما.
وذلك يأخذنا أيضا لكي نتساءل لماذا لا تقوم القطاعات المختلفة بالتركيز على تحقيق أهدافها مباشرة اعتماداً على خبرتها الفنية والمهارات المكتسبة خلال عملها لسنوات عديدة، بدلاً من تبنّي آلية إدارة المشاريع لإدارة وتحقيق تلك الأهداف؟
أسئلة كثير قد تُطرح عند مناقشة موضوع إدارة المشاريع، حيث يأتي الجواب من خلال النتائج المتحققة للمشاريع لدينا ، فبمجرد البحث في الانترنت عن موضوع تعثر المشاريع في المملكة نتفاجأ بكمية الإحصاءات والدراسات التي أجريت في هذا الموضوع، حتى أن هناك دراسات نشرت في عدد من المواقع الأجنبية المتخصصة كموقع sciencedirect.com وموقع researchgate.net في موضوع تعثر المشاريع في المملكة العربية السعودية.
والمتأمل في نتائج تلك الدارسات يجد أنها قد خلصت إلى أن تعثر المشاريع بات يُشكّل ظاهرة تهدر من خلالها المليارات وتعطل مسيرة التنمية الاقتصادية، مع ملاحظة ان تلك الدراسات قد اختلفت في تحديد أسباب هذه الظاهرة.
إلا أن أفضل تشخيص (من وجهة نظري على الأقل)، كان من قبل مدير عام البرنامج الوطني لدعم إدارة المشروعات المهندس أحمد البلوي، حيث انتقد في أحد الندوات أداء المشاريع الحكومية وأوضح أن أسباب التعثر تعود إلى”عدم تبني أسلوب احترافي منظم لإدارة المشاريع، وضعف استخدام أنظمة معلوماتية متخصصة في إدارتها “.
وقد أتى قرار مجلس الوزراء في 16 / 11 / 1436هـ بتأسيس برنامج وطني باسم “البرنامج الوطني لدعم إدارة المشاريع في الجهات العامّة” (مشروعات). كإجراء يهدف إلى إضفاء الجودة في تنفيذ مشاريع الجهات العامَّة عن طريق تطبيق أفضل الممارسات العالمية في إدارة المشاريع.
ولكن السؤال كيف يمكن لآلية إدارة المشاريع أن تكون الحل لهذه المشكلة؟ الجواب ببساطة تكمن في أن هذه الآلية تقوم بتحويل الرؤى والخطط من مجرد تطلعات وأفكار إلى واقع ملموس ذو مخرجات محددة، وذلك من خلال العمل على وضع خطط تنفيذية واضحة المهام والمسؤوليات ومحددة بزمن وتكلفة.
ليس هذا فحسب، ففي أثناء سير المشروع توفر آلية إدارة المشاريع عدد من الأدوات لقياس الأداء والتنبيه على مكامن الخلل (المحتمل) قبل أن تؤثر على مخرجات أو أهداف المشروع، وبذلك تكون لدى الجهة أداة تشير إلى الخلل المحتمل فتقوم بمعالجته بدلاً من أن تفاجأ في نهاية المشروع بالنتائج السلبية (كما هو حاصل حالياً لدى العديد من المشاريع).
ما أود قوله هنا أن آلية إدارة المشاريع أصبحت ضرورة ملحة للقضاء على ظاهرة تعثر المشاريع. ولعلنا في مقال قادم نوجز خطوات عملية في كيفية تطبيق هذه الآلية لدى أي جهة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال