الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الجمعيات الخيرية لن تحل مشكلة الفقر؛ هذا ما قاله كارلوس سليم. رجل الأعمال المكسيكي من أصل لبناني عندما سُئل عن سبب عدم تبرعه بثروته بعد موته للجمعيات الخيرية أسوة بمؤسسي فيسبوك ومايكروسوف وغيرهم..
هذا الرجل كرر هذه العبارات أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة. ولو أننا نفكر بالطريقة التي يفكر بها هو لوجدنا أن كلامه منطقي.. توزيع المال بدون مقابل لن يحل مشكلة البطالة والفقر وغيرها. الحل هو توظيف هذا المال في إنشاء الشركات والمصانع وتوظيف المحتاجين بها. وبالتالي سوف يكون المال مقابل العمل. وإذا لم نفعل ذلك، سوف تستمر مشاكلنا إلى الأبد لأن إعتمادنا سوف يكون على الصدقات والتبرعات التي قد تتوقف يوماً ما بعكس الشركات والمصانع التي سوف تفيد وتستفيد من الأيدي العاملة بشكل مستمر..
ما علاقة هذا كله ببرامج مثل حافز و ساند وحساب المواطن ومكافآت الإمتياز للطلبة والميزانيات المخصصة للأندية الطلابية في الخارج؟
حتى لا يعتبر رأيي معاكس للتيار وحتى يستطيع القارىء فهم وجهة نظري سوف أتطرق لهذه البرامج بإيجاز لأن مقال واحد لايكفي لتوضيح لماذا يجب إلغاء هذه البرامج..
أولاً: يجب أن يعي الجميع أن الدولة في حالة حرب، الأعداء في الداخل والخارج يتربصون بأرض هذا الوطن. مصدر دخلنا الأساسي النفط مهدد بالضربات الإرهابية أو بتقلبات السوق إرتفاعاً وإنخفاضاً. لذلك دعونا نفكر بعقلانية وبعيداً عن العواطف والحالات الإستثنائية..
البداية مع حافز: صرف مبالغ معينة للعاطلين بدون أي مقابل يذكر، هل حل مشكلة البطالة! هل ساهم في تحفيز العاطلين للبحث عن عمل! هل صرف المبالغ المليونية لربات المنازل اللاتي أساساً لا يرغبن في العمل أمر مفيد للاقتصاد وسوق العمل!
أليس الأولى أن تصرف هذه الأموال في تأسيس المصانع والشركات وتدريب المواطنين للعمل بها! أليس الأولى دعم القطاع الصناعي والتجاري عن طريق التكفل ببعض الرسوم والمقابل المالي من الدخل المخصص لحافز لتحفيزهم ودعم السعودة!
قيسوا عليها الميزانيات الضخمه التي تصرف على برنامج ساند وحساب المواطن.
يجب على المواطن أن يعي بدوره المهم في التعامل مع ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء والتكيف معها بدون دعم الدولة بل بتبني ثقافة الإدخار والإستثمار والتوفير..
ثانياً: مكافآت الإمتياز لطلاب الجامعات والمبتعثين أيضاً يعتبر عبء مالي على الدولة. من يجتهد، يجتهد لنفسه. لأنه هو يريد أن يكون متميز وليس لأجل مكافأة إمتياز يستلمها في كل فصل دراسي. يكفي أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تعطي مكافآت شهرية لطلبة الجامعات، ليس من المعقول أيضاً أن تُصرف مبالغ إضافية لتحفيزهم على التميز.
نحن وللأسف خلقنا جيل كسول نوعاً ما، يحتاج لتحفيز ودعم ومكافآت حتى يعمل. لن يصل ولن يتميز إلا من عانى واجتهد وتعب من أجل النجاح والحصول على الشهادة. يجب على الطلاب أن يتحملوا المسؤولية ويعوا بأن الوقت الآن ليس كالسابق وأن الدولة بحاجة لهم ولدعمهم وليس العكس.
وأخيراً: الميزانيات المخصصة للأندية الطلابية في الخارج، مالهدف منها؟ هل من المعقول أن تُضخ ملايين من ميزانية الدولة حتى يجتمع المبتعثون مع بعضهم في الخارج على وليمة عشاء ويتجاذبون أطراف الحديث؟
من يريد أن يحقق الأهداف السامية للأندية الطلابية يستطيع أن يفعل ذلك تطوعاً وبدون إنتظار لميزانية النادي لتفعيل أنشطة معينة للسعوديين فقط!
عشت في أمريكا وبريطانيا لأكثر من 7 سنوات وكنت شاهدة على ما أقول. صحيح أن تجمعهم ودورهم مهم ومؤثر ولكن المقصود بحديثي هنا هل يستحق الموضوع أن تُصرف ملايين الريالات في الوقت الحالي على هذه الأنشطة الإجتماعية..
الهدف من الإبتعاث نشر ثقافتنا وديننا وهويتنا الوطنية وليس لم شملنا في الخارج..
هذه المبالغ وإن كان البعض يراها بسيطة مقارنة بميزانية الدولة إلا أننا بحاجة لكل ريال ينفق في غير محله..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال